إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

402 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثالثا:مناقشة عقائد النصارى: 3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:


402

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثالثا:مناقشة عقائد النصارى:

3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:

-إبطال ألوهية المسيح عليه السلام بأدلة عقلية منها:

- حاجة المسيح عليه السلام إلى الأكل والشرب واتصافه بالصفات البشرية الأخرى التي تستحيل على الإله:
قال البوصيري:

أسمعتم أن الإله لحاجة
              
    يتناول المشروب والمأكولا
      
وينام من تعب ويدعو ربه
          
    ويرود من الحر الهجير مقيلا
      
ويمسه الألم الذي لم يستطع
          
    صرفاً له عنه ولا تحويلا()
   

وقال نصر بن يحيي المتطبب: ... تقولون – أي النصارى
- إنه بقي مدة الحمل في أحشاء مريم، واغتذى بدم طمثها ورضع لبنها، وأكل، وشرب، ويخضع، ويذل، ويمتهن، ويعذب بكل أنواع العذاب، ويتألم ... وهذه جميعها من صفات البشر وليس من صفات من يدعى له بالألوهية ().
وبمثل ذلك احتج الجعفري على النصارى في نفي الألوهية عن المسيح ().

- عجز المسيح عليه السلام عن المدافعة عن نفسه حينما صلب بزعمهم ينفي عنه الألوهية: حيث وضح الرازي أنه إذا كان إلهاً، أو ابن إله، أو كان جزء من الإله حالاً فيه، فلم لم يدافع عن نفسه، ولم يهلك أعداءه المتربصين به مع قدرته على ذلك، وأي حاجة له بإظهار الجزع واحتمال الألم والتعرض للإهانة().

- وقرر الخزرجي النصارى بما يعتقدونه من أن الرب صعد فصار على يمين الرب وآثر الصلب. ثم ناقشهم متسائلاً عن هذين الربين أيهما خلق صاحبه، فالمخلوق إذا ضعيف عاجز ليس إله وهل هذان الربان إذا أرادا أمراً فلمن الحكم منهما، فالذي له الحكم هو الرب القادر، والآخر عاجز ليس بإله ()، ثم خاطب الخزرجي النصارى بقوله تعالى: "لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عمّا يصفون" (الأنبياء، الآية: 22) وقوله: "ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إلهٍ إذا لذهب كُلُّ إلهٍ بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سُبحانَ الله عمّا يصفون"(المؤمنون، الآية:91).

- وعرض الجعفري قول النصارى إن المسيح عليه السلام هو إله العباد وخالقهم ورازقهم وبارئهم ومدبرهم في جميع أحوالهم، ثم تساءل : كيف كان حال الوجود والإله في اللحود ()؟. ومن الذي كان يقوم برزق العباد ويدبر شؤونهم وإلههم مصلوب ().

- وبين الجعفري زعم النصارى أن المسيح خلق آدم وذريته أجمعين، ثم اعترض عليهم بقوله:... فمريم من خلقها؟ فإن قالوا: ليست من خلقه نقضوا مقالهم، وإن زعموا أنه خلقها فيقال لهم: .. كيف تلد المسيح وهو خالقها؟ أم كيف ترضعه وهو رازقها؟، أسمعتم يا معشر العقلاء بإمرأة ولدت خالقها، وأرضعت ثديها رازقها؟
- وسأل القرافي النصارى، هل الإله يعلم الغيب أم لا، فإن قالوا : لا كذبتهم كتبهم لإثباتها ذلك وإن قالوا: نعم بطل اعتقادهم الألوهية بالمسيح لأن نصوص الإنجيل توضح عدم علمه بالمغيبات ().
- إبطال ألوهية المسيح عليه السلام من خلال تنفيذ شبه النصارى التي يستدلون بها على ذلك.
- مما يستدل به النصارى في إثباتهم الألوهية للمسيح عليه السلام، أنه نفخة من روح الله بعد أن سواه من تراب ().
ثم قال مخاطباً أحد قساوسة النصارى: ... فلماذا أوجب الألوهية لعيسى ولم توجبها لآدم وأنت تقر له بروح من الله في حجاب من تراب ().
- مما يعتمد عليه النصارى في إثباتهم الألوهية للمسيح عليه السلام معجزته التي أجراها الله على يديه، تأييداً له، وتصديقاً لنبوته وقد ناقش نصر بن يحي المتطبب ذلك مبيناً أن يلزمهم في إثباتهم الألوهية للمسيح بسبب معجزاته إثباتها أيضاً لبقية الأنبياء الذين أجرى الله سبحانه وتعالى على أيديهم مثل هذه المعجزات ثم أورد أمثلة لمعجزات الأنبياء السابقين لعيسى عليه السلام من التوراة والإنجيل، ومع ذلك لم يكن أحد منهم بها إلهاً أو ينسبه أحد إلى الألوهية، ففي سفر الملوك ورد أن إلياس أحيا ابن الأرمل، واليسع أحيا الإسرائيلية وحزقيال أحيا خلقاً كثيراً، وأخبرت التوراة أن يوسف أبرأ عين أبيه يعقوب بعد أن ذهبت، وموسى طرح العصا فصارت حية لها عينان تبصران بها وفي إنجيل لوقا ورد أن اليسع أبرأ أبرصا وأبرص صحيحاً، وهذا أعظم من فعل المسيح، ولم يكن واحد من هؤلاء الأنبياء بمعجزاته إلهاً، فلم تثبت الألوهية بها للمسيح فقط ()؟ ووضح القرافي بطلان جعل المعجزة دليلاً على الألوهية من خلال إيراده مجموعة من معجزات الرسل عليه السلام ولم يكونوا بها آلهة أو يدعيها أحد لهم ().

- نفي بنوة المسيح لله سبحانه وتعالى:

مما يعتقده النصارى بنوة المسيح عليه السلام لله سبحانه وتعالى:"وقالت النَّصارى المسيح ابن الله"(التوبة، الآية: 30)، وأن الابن مساوٍ للأب في الوجود وأن الأب خلق العالم بواسطة الابن الذي نزل بصورته البشرية فداء لبني آدم، وهو الذي يتولى محاسبة الناس يوم القيامة، ويصرحون بذلك بأمانتهم التي لا يتم إيمان نصراني إلا بها: نؤمن بالله الواحد الأب ضابط الكل، مالك كل شيء، صانع ما يرى ومالا يرى، وبالرب الواحد يسوع المسيح ابن الله الواحد بكر الخلائق كلها، الذي ولد من أبيه قبل العوام كلها، وليس بموضوع إله حق من إله حق () وقد تصدى علماء المسلمين في عصر الحروب الصليبية إلى مناقشة هذه العقيدة الضالة وبيان فسادها وكان ذلك على النحو التالي:

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق