إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

401 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثالثا:مناقشة عقائد النصارى: 3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:


401

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثالثا:مناقشة عقائد النصارى:

3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:


ج-نفي الألوهية عن المسيح:

قال تعال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم" (المائدة، آية:17) وتأليه المسيح قد بدأت بوادره في حياته عليه السلام، واستمر هذا الانحراف بتأثير الفلسفات القديمة والديانات الوثنية السائدة في المناطق التي انتشرت فيها النصرانية حيث تسربت إليها مع بولس اليهودي من دور كبير في هذا الانحراف بديانة النصارى وإفسادها عقيدة وشريعة ()، وبذلك انقسم النصارى بعد المسيح عليه السلام إلى قسمين: طائفة جنحت للشرك بالله بتأليه المسيح ونبوته وقد استمر هذا الوضع والنزاع في طبيعة المسيح عليه السلام حتى مطلع القرن الرابع الميلادي حين حمل لواء التوحيد – أريوس المصري ()، الذي أنكر معتقدات بولس وقرر أن المسيح ليس إلها ولا ابن إله ()واشتد الصراع لذلك بين أتباع وثنية بولس وتوحيد أربوس، حتى دخل قسطنطين حاكم الرومان بالنصرانية فأمر بعقد مجمع ديني ضخم لجميع الكنائس، وذلك للفصل في أمر الخلاف بين أريوس ومعارضيه، حيث عقد مجمع نيقيه سنة 325م الذي حضره ألف وثمانمائة وأربعون من الأساقفة الذين اشتد الخلاف بينهم في طبيعة المسيح حتى انسحب أكثرهم ولم يبق إلا ثلاثمائة وثمانية عشرة أسقفاً وكان قسطنطين لخلفيته الوثنية يميل إلى رأي تأليه المسيح عليه السلام، فأيد هذا الرأي وانتهى هذا المجمع إلى قرارات أهمها القول بألوهية المسيح وتكفير أريوس وأتباعه ().

وقد تصدى العلماء المسلمون في فترة الحروب الصليبية إلى مناقشة دعوى ألوهية المسيح عليه السلام وتفنيد أدلة النصارى وشبههم التي يعتمدون عليها في ذلك وكان إبطال هذه العقيدة على النحو التالي:

- بيان كفر من يؤمن بهذه العقيدة ابتداءً، إذ وضح القرطبي كفر النصارى، إذ غلوا بالمسيح عليه السلام حتى جعلوه إلهاً (). وذكر ابن الجوزي أن الذين كفروا من النصارى هم المقيمون على اعتقاد الألوهية بالمسيح ()عليه السلام. وقال عطية عن النصارى : ... إنما الحق أنهم على اختلاف أحوالهم كفار من حيث جعلوا في الإلهية عدداً، ومن حيث جعلوا لعيسى عليه السلام حكماً إلهياً (). وقال الجعفري : وأما النصارى فإنهم مجمعون على ألوهية المسيح واعتقاد ربوبيته وأنه الإله الذي خلق العالم وجبل بيده طينة آدم ()، ثم ناقش فساد هذه العقيدة مبيناً كفرهم وبطلان معتقدهم، ومنزهاً الله عن كفرهم وضلالهم تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ().

- عدم ذكر عقيدة الألوهية في المسيح من الأنبياء السابقين: حيث وضح القرافي ذلك وعليه فالنصارى إما أنهم يكفرون بهؤلاء الأنبياء المذكورين في كتبهم لنسبتهم الجهل بخالقهم وإما أنهم يكذبون بكتبهم، إذ ليس فيها حرف واحد يدل على أن أحداً من هؤلاء الأنبياء قال: إن المسيح إله ().

- نفي المسيح عليه السلام الألوهية عن نفسه، وتصريحه بذلك في التوراة والإنجيل، حيث استشهد عدد من العلماء بنقول منهما توضح ذلك، منها ما أورده القرافي من أن الشيطان قال ليسوعَ : .. اسجد لي وأعطيك ملك الأرض، قال له يسوع: اذهب عني يا شيطان : إن الله أمر في التوراة ألا يسجد لغيره، ولا يعبد إله سواه ()، فدل ذلك على أنه كان متعبداً بأحكام التوراة ولا متعبد إلا مكلف مربوب ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق