400
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
ثالثا:مناقشة عقائد النصارى:
3-مناقشة قولهم في المسيح عليه السلام:
ب-إبطال الاتحاد والتجسد :
بقصد بالإتحاد والتجسد :
أن الأقنوم الثاني الابن قد صار جسداً لأجل بني الإنسان وتخليصهم من خطيئة أبيهم فاتخذ طبيعة البشر وحل بين الناس بصورة إنسان هو المسيح، فقبل الله اتخاذ الحالة البشرية والتقي الإنسان مباشرة بهذه الصورة ()، حيث صار في السيد المسيح طبيعتان: طبيعة لا هوتية، التي هي طبيعة كلمة الله وروحه، وطبيعة ناسوتية التي اتخذت من مريم العذراء واتخذت ()به قال الجعفري: ... وزعم النصارى أن ربهم عبارة عن لاهوت وناسوت واتحدا فصارا مسيحاً وكثيراً ما يقولون: اتحد اللاهوت بالناسوت، ويعبرون عن ذلك بالتأنس والتجسد ()وكلام النصارى في دعوى اتحاد اللاهوت بالناسوت متناقض ومضطرب ولهذا يقال: لو اجتمع عشرة من النصارى لتفرقوا على أحد عشر قولا. بل إن الأمر بلغ في ذلك أن كل فرقة منهم تكفر الأخرى ()ومن خلال ردود العلماء المسلمين على النصارى في فترة الحروب الصليبية، ناقشوا هذه العقيدة إما بشكل مستقل، أو ضمن مناقشتهم لقضايا أخرى كألوهية المسيح عليه السلام، أو نبوته لله، أو في ردهم لعقيدة التثليث وكان من إبطالهم لدعوى الاتحاد والتجسد ما يلي:
إن الاتحاد الذي يدعونه لم يشاهدوه بالعيان، ولم يدعيه أوائلهم، حيث وضح الجعفري أنهم إن ادعوا شيئاً من ذلك فقد تحامقوا وأكذبهم عقلاؤهم ().
إن أقوال المسيح عليه السلام بأنه إنسان تكذبهم في هذه الدعوى ومن ذلك قوله لليهود: لم تريدون قتلي؟ وأنا إنسان من بني آدم كلمتكم بالحق الذي سمعته من الله ()وقوله: للثعالب أحجار، ولطير السماء أوكار وابن الإنسان ليس له موضع يسند رأسه (). فبين الجعفري أن المسيح عليه السلام بهذه النصوص وغيرها أثبت أنه إنسان، وذلك تكذيب لمن يقول إنه إنسان وإله ().
وأشار الجعفري إلى تصريح الإنجيل، بأن المسيح عليه السلام جاع وشبع وتألم واعترضته عوارض البشر، فذلك كله يبطل الاتحاد الذي يزعمه النصارى لأن هذه الأوصاف تنافي الألوهية(). وأما من أبرز حجج النصارى على الاتحاد قول المسيح عليه السلام: أنا بأبي وأبي بي()، حيث يقولون: إن هذا تصريح من المسيح بأنه متحد بالله والله متحد به ()فبعد أن أورد الجعفري هذه الحجة لهم رد عليهم بقول يوحنا: تضرع المسيح إلى الله في تلاميذه فقال: أيها القدوس أحفظهم باسمك ليكونوا هم أيضاً شيئاً واحداً كما أنا شيء واحد، قد منحتهم من المجد الذي أعطيتني ليكونوا شيئاً واحداً، فأنا بهم وأنت بي ()، ثم وضح معنى ذلك بأنك يا إلهي معي وأنت لي، وأنا أيضاً مع أصحابي وأنا لهم، وكما أنك أرسلتني لأدعو عبادك إلى توحيدك فكذلك أنا أرسلتهم ليدعو إليك، فكن لهم كما كنت لي (). ثم أكد الجعفري أن هذا هو التأويل الصحيح لقول المسيح، وإن عدل عنه فيلزم منه حلول الله سبحانه في رجل من خلقه وأن يكون التلاميذ أيضاً متداخلي مع المسيح ويكون المسيح متداخلاً معهم، ومعنى ذلك، أن الله أيضاً حال في التلاميذ حالون في الله، وهذا. مالا يقولون به النصارى().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق