28
موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار
الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين
المبحث الثاني:ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث:
ثانيا:اختيار تيموجين خانا على المغول:
أ ـ معركة العجلات:
في إحدى المرات، وبعد مسيرة طويلة بالطريقة الآنفة الذكر، أخبرت الكشافة التي أمام المقدمة بوجود غبار كثيف في الأفق ينحدر بسرعة وإذا بقبيلة "تيدجون" المؤلفة من ثلاثون ألف يقودهم "تارجو تاي" قرر "جنكيز خان" القتال فوراً وكانت قوات "جنكيز خان" المحاربة تتألف من الخيالة فقط، وهي على نوعين:
ـ الخيالة الثقيلة:
يرتدي رجالها الدروع الحديدية والخوذ الفولاذية وخيولهم مكسية بوشاح من الجلد المدبوغ السميك، وكان سلاحهم الرماح وترساً صغيرة، يتقون بها ضربات الأعداء.
ـ الخيالة الخفيفة:
يكسو رجالها وخيولها دروع من الجلد المدبوغ فقط، وكانت خيول هذا الصنف من الضامرات خيول السباق، وكان سلاحهم القسي والنبال، وكان تسليح العدو وتجهيزاته شبيهة بما لدى جنكيز خان.
قسم جنكيز خان رجاله إلى سرايا، وكل سرية من ألف محارب، منظمين بعشرة صفوف، في كل صف مائة محارب، أما (تارجو تاي) فقد تقدم بسراياه وكل سرية تتألف من خمسمائة محارب منظمين بخمسة صفوف، في كل صف مائة محارب، وكان الصفان الأولان من الخيالة الثقيلة، والصفوف الثلاثة الأخيرة من الخيالة الخفيفة .
أسند "جنكيز خان" جناحه الأيمن إلى غابة كثيفة كانت في ميدان القتال، وجمع جميع العجلات التي تركبها نساؤهم وتحمل أمتعتهم، وشكل منهم مربعاً كبيراً، أسند إليه في جناحه الأيسر ووضع النساء والأطفال في العجلات، تاركاً أمر حراستهم لصبيان القبيلة، بعد أن سلحهم بالقسي والنبال، ووضع الخيالة الخفيفة في الأمام، عكس عدوه وجعل الخيالة الثقيلة في الخلف .
هجمت خيالة "تارجو تاي" الثقيلة على خيالة "جنكيز خان" الخفيفة فاستقبلتها هذه برشقات هائلة من سهامها، وأوقعت فيها الهلاك والدمار ولم تنجح هذه الخيالة في اختراق صفوف "جنكيز خان" لأن عمقها كان عشرة صفوف، ففشل هجومها وحاولت الخيالة الخفيفة إصلاح هذا الفشل، فتغلغلت بين صفوف الخيالة الثقيلة المعادية المتقدمة المكدسة أشلاؤها على الأرض، عندئذ أطلق "جنكيز خان" خيالته الثقيلة لمقابلتها، ففعل الرمح والسهم فعله في هذه الصفوف وكانت هزيمة الأعداء، لقد سميت هذه المعركة بمعركة العجلات . وكانت هذه المعركة قاسية، دامت طيلة النهار، حتى حلول الظلام، انتصر فيها "جنكيز خان" وكان هذا الانتصار الأول له، وأصاب عدوه (5 ـ 6) ألف قتيل، واقتيد إليه (70) رئيساً بسلاسل سيوفهم، وألقوا عند قدميه، وسيوفهم وكنانهم معلقة في رقابهم، ويذكر أن "جنكيز خان" أمر بقتل هؤلاء الـ70 قتلة غريبة، وذلك بغليهم في القدور أحياء . فافتتح بذلك إثارة الخوف والرعب في نفوس الخصوم، وصار ذلك من لوازم حكومته وترتب على هذا الصدام إن انصاع لأوامر جنكيز خان القبائل التي تحالفت عليه .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق