16
موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار
الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين
المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول:
ثامناً:أحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي.
2 ـ الخلافة العباسية:
كانت علامات الضعف قد ظهرت على الخلافة العباسية في بغداد قبل ظهور خطر المغول، وهذا الضعف كانت له جذوره العميقة التي بدأت منذ سيطرة العناصر الفارسية بمنصب الوزارة في الخلافة العباسية، الأمر الذي أظهر خلافاً بين العرب والفرس وما تلى ذلك من أحداث أدت إلى دخول العناصر التركية إلى السلطة في بغداد، وبذلك أصبح يتطلع إلى السلطة ثلاثة عناصر، هي العرب والفرس والأتراك وقد نتج عن هذا كله طمع حكام بني بويه ـ الذين أقاموا دولتهم في جنوب غربي إيران في السلطة وكان لهم ما أرادوا حيث نجحوا في السيطرة على الخليفة في بغداد، وقد استأثر حكامهم بالسلطة، واتخذوا لقب السلطان وطغى نفوذهم على نفوذ الخلفاء العباسيين وكان بوسعهم إلغاء الخلافة العباسية تماماً، ولكنهم لم يقدموا على هذه الخطوة خشية العالم الإسلامي السني، لأن دولة بني بوية كانت من طائفة الشيعة، وكان لهذا كله أثره الكبير على هيبة الخلفاء العباسيين وبدأ حكام الولايات في الاستقلال، بولاياتهم، والاكتفاء بالولاء الأسمى للخلافة العباسية، ومن هنا تمزقت الروابط القوية التي تربط الخلافة بتلك الولايات، ومع هذه الحركات الاستقلالية أو الانفصالية بدأت ملامح فساد الإدارة داخل الخلافة، الأمر الذي أدى إلى محاولة البعض الإنفراد بالسلطة وتعرضت الخلافة العباسية، لسيطرة الأتراك السلاجقة ـ بعد أن أزالوا النفوذ البويهي من بغداد ـ وهم مسلمون من السنة، وقد سيطر هؤلاء على الخلافة واتخذ حكامهم لقب سلطان وعرف حكامهم الأوائل بإسم السلاطين العظام، وبقي الخليفة في بغداد أو بالأحرى في قصره لا حول له ولا قوة، وتصرف هؤلاء السلاطين في الأراضي والمدن ومنحوها إقطاعيات للأمراء وذوي الشأن، وعندما انهار سلطان السلاجقة العظام كانت أعالي الفرات وشمال الشام ثم جنوبه دويلات لا تتعدى المدينة وما حولها عمل الزنكيون على توحيدها ودخلت في صراع مع الدولة الفاطمية بمصر، وانفصلت أقاليم الدولة عن الحكومة المركزية في بغداد وأصبحت عاجزة عسكريا عن مواجهة أي غزو عسكري ولم يكن الخطر المغولي كأي خطر عادي / هذه هي أوضاع الخلافة قبل الحروب التي شنها المغول على البلاد الإسلامية ولا يمنع هذا من ظهور خليفة قوي تساعده بعض الظروف على القيام ببعض الإصلاحات، ولكنها صحوات تشبه صحوات الذي يعاني سكرات الموت ، ولم يكن بوسع الخليفة المستعصم (640 ـ 656هـ 1242 ـ 1258م) آخر خلفاء بني العباس، وهو الرجل الضعيف الذي سيطر عليه رجال السوء أن يفعل شيئاً ضد هذا الخطر الجارف .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق