إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

14 موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول: ثامناً:أحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي.


14

موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار

الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين

المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول:

ثامناً:أحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي.

كان العالم الإسلامي في المرحلة التي بدأ فيها ظهور المغول منقسماً إلى مجموعة من الممالك والدويلات الصغيرة بعضها قوي وبعضها ضعيف سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، كما تميزت هذه الممالك والدويلات بالتنازع مع بعضها البعض من أجل السيطرة أو التوسع على حساب الأخرى ، وكان الحكام المتنازعون يؤثرون مصالحهم الشخصية على مصالح المسلمين العليا متناسين قول الله تعالى: "… ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" ـ الأنفال ، الآية 47 ـ وكانوا في سلوكهم الخاص ومعاملاتهم لشعوبهم أو لبعضهم بعضا قد تخلوا عن قواعد الإسلام ومبادئه وانحرفوا عنه انحرافاً شديداً وانتشرت بينهم الموبقات، من معاقرة للخمر، وقتل الوقت بحضور حفلات الرقص الماجن وارتكاب الفواحش، واللهو الخليع، وقد تبعهم في ذلك كبار قادتهم، وكثير من يلوذ بهم من الناس، ولما لا؟ والناس على دين ملوكهم، وكان من نتيجة تخليهم عن أخلاق الإسلام فقدان روح التضحية وحب الاستشهاد مما أضعف الروح المعنوية في حروبهم مع المغول وذلك هو "الوهن" الذي حذر منه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه حين قال: "يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثر ولكنهم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت ، وكانت الأمة قد تفرقت وتمزقت، ففي كل ناحية سلطان وفي كل قبيلة أمير ورحم الله القائل:

مما يزهدني في أرض أندلس
ألقاب معتصم فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها   
كالهر يحكي انتفاخاً صولة الأسد

وانتهوا إلى بلاء شامل قال الله تعالى فيهم: "ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً واحلوا قومهم دار البوار" ـ إبراهيم ، الآية 28 ـ لقد غلبت عندهم المعيشة، ورخص الإنسان وعمرت المراقص والحانات، وخربت دور العبادة وقل عدد الملتزمين من الحكام وخاصتهم بالفضائل، وأطلقوا العنان لشهواتهم وأكرموا أهل النفاق والكفر فكانوا كما قال الله عز وجل: "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" ـ النحل ، آية 112 ـ وما يعنينا من العالم الإسلامي في هذا الموضوع هو الجانب الشرقي منه، أما الغربي منه في المغرب والأندلس فلقد كان هناك أيضاً الصراعات الداخلية بالإضافة إلى مقاومة حركة الاسترداد، والجانب الشرقي من العالم الإسلامي كانت تتقاسمه عدة دول، ففي بلاد فارس أو إيران كانت تقوم الدولة الخوزمية التي امتدت حدودها من جبال أورال في الشمال إلى الخليج العربي في الجنوب، ومن جبال السند شرقاً إلى حدود العراق غرباً، وفي العراق كان الخليفة العباسي في بغداد وله السيادة الروحية، أما القوة السياسية والعسكرية فقد زالت عن هذه الخلافة، ولم يعد لهذا الخليفة من القوة إلا أن يطلب الدعوة على المنابر في صلاة الجمعة أو المناسبات أو الأزمات بأن يوفق الله المسلمين، أو الاستنفار للجهاد ، أما الدولة الأيوبية في مصر والشام، فقد كان لها مشاكلها خاصة مع مملكة بيت المقدس والإمارات الصليبية على الساحل الشامي، ومما يزيد المشكلة تعقيداً أنه مع ظهور أخطأ المغول كانت الحملة الصليبية الخامسة قد استولت على برج مدينة دمياط عام 1218م، مما أدى إلى وفاة الملك العادل، ثم انقسام البيت الأيوبي إلى عدة ممالك أهمها مصر وعلى رأسها الملك الكامل 615 ـ 636هـ / 1218 ـ 1238م، ودمشق على رأسها الملك المعظم عيسى  615 ـ 624هـ / 1218 ـ 1227م.

وكان هناك دولة سلاجقة الروم في آسيا الصغرى، وهي الدولة التي ظلت في مواجهة الإمبراطورية البيزنطية منذ نشأنها حتى نهايتها، يضاف إلى ذلك أخطار الصليبيين في بلاد الشام ثم العالم الغربي بعد سقوط القسطنطينية في أيدي الصليبيين من قوات الحملة الصليبية الرابعة، عام 1204م .

يتبع


يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق