12
موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار
الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين
المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول:
سابعاً:تداعي المجتمع المغولي قبيل جنكيز خان:
1 ـ الفوضى في منغوليا:
الواقع أنه باستثناء الترك الأويغور والخطا اللذين استقروا في جنوب منطقة الاستبس، وباستثناء منغوليا الأصلية، هوت بقية منغوليا إلى حالة بالغة من الشدة والاضطراب والهمجية، فلم يكن بين التتار والمغول والكرايت، والنايمان ما كان معروفاً باسم مدن البلاط، فليست مدن الأويغور سوى معسكرات مدورة تقوم حول مخيم الزعيم، والواضح أن هذا المعسكر ينقض إذا ارتحل الزعيم أو الخان ـ على أنه حدث عند ولادة جنكيز خان، أنه لم يكن بالاستبس المغولي أو ما يليها من الغابات شيء من هذه المعسكرات، ففي منغوليا، في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، لا نكاد نلتقي إلا بالدساكر الصغيرة التي ينزلها جماعات قليلة من الأسرات التي تمتهن الرعي وفي كثير من الأحيان لا نصادف إلا سكرة واحدة، وهذا مثال إنما نلمسه في نوع الحياة السائدة، أثناء حداثة جنكيز خان وأخوته، حينما تخلى عنهم أعمامهم، وأضحوا مضطرين إلى ممارسة الصيد، وحياة الكفاف ، والواقع أن الروابط السياسية والاجتماعية تمزقت في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي، بسبب الفوضى التي استمرت زمناً طويلاً، فلم يكن للمغول التايجيوت ولا غيرهم خانات، فعاشوا في فوضى شاملة، لما حدث من التنازع بين التايجوت وجنكيز خان، ولما وقع من الخصومة بين جنكيز خان وجاموكا، يضاف إلى ذلك ما نشب من التشاحن بين القبائل والعشائر المغولية على مواطن الرعي، ومواقع المعسكرات، ومن الدليل على ذلك ما كان من محاولات جنكيز خان، بعد وفاة أبيه، تجميع شتات العشائر، وما درج عليه المغول من الزواج من خارج قبيلتهم أما عن طريق التراضي والمفاوضات وأما عن طريق الاختطاف مثلما حدث في زواج جنكيز خان، ووالده، كل ذلك أدى في ظروف كثيرة إلى الحروب .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق