إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

11 موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول: ـ سادساً:دين المغول:


11

موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار

الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين

المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول:

ـ سادساً:دين المغول:

وأما عن ديانتهم فإن دارس تاريخ هؤلاء الأقوام يجد صعوبة في التعرف على المبادئ الصحيحة، فبعض المراجع تذكر نتفاً قليلة لا تشفى غليلا وبعضهم لا يذكر شيئاً، فقد قال ابن كثير عن عقيدتهم: وهم مع ذلك يسجدون للشمس إذا طلعت، ولا يحرمون شيئاً، ويأكلون ما وجدوه من الحيوانات والميتات ، ويحتوي"الياسا" كما ذكر ابن كثير نقلا عن الجويتي بعض المبادئ التي منها: .. أنه من زنى قتل محصناً أو غير محصناً، وكذلك من لاط قتل، ومن تعمد الكذب قتل، ومن سحر قتل، ومن بال في الماء الواقف قتل، ومن انغمس فيه قتل، ومن أطعم أسيراً أو رمى إلى أحد شيئاً من المأكول قتل، بل يناوله من يده إلى يده، ومن أطعم أحداً شيئاً فليأكل منه أولاً ولو كان المطعوم أميراً لا أسيراً ومن أكل ولم يطعم من عنده قتل، ومن ذبح حيواناً ذبح مثله بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده يستخرجه من جوفه أولاً . وقد جاء في حديث لأحد ملوكهم وهو "منكو خان" "1251م ـ 1260م" في لقائه مع الرحالة "رويركي" قال: "… نحن المغول نعتقد بأن هناك إلهاً واحداً له نحيا وله نموت وعندنا قلب يخفق بحبه، لكن الله أعطى اليد أصابع مختلفة كذلك أعطى الناس طرقاً مختلفة، فقد أعطاكم الكتاب المقدس، لكن المسيحيين لم يحافظوا عليه، وقد أعطى "الشماناس" ونحن نفعل ما يأمروننا به ونعيش بسلام . وذكر الجويني: … أن "جنكيز خان" لم يكن متحمساً لدين معين وأن أولاده مالوا مع رغباتهم فمنهم من مال إلى الإسلام ومن مال إلى المسيحية وآخرون إلى عبادة الأصنام، وغيرهم حسب قاعدة الآباء والأجداد ، وأما ابن فضل الله العمري فيقول: … الظاهر من عموم مذاهبهم الإدانة بوحدانية الله وأنه خلق السماوات والأرض .

وفي تعريف الديانة الشمانية يقول الدكتور القزاز:

كانت الديانة الرسمية للمغول تسمى"بالشامانزم" وتتمثل بعبادة مظاهر الطبيعة وخاصة الشمس، وتمتاز بشدة الطاعة لكهنتها الذين يتولون بدورهم الحياة الخاصة لأتباعها، كما يدل على ذلك حديث"منكوخان" إلى الرحالة"رويركي" الذي مر ذكره، ولم تستطع تعاليمها الصمود أمام الديانات الأخرى التي احتك بها المغول، الأمر الذي أدى إلى ذوبانها وتحول المغول عنها إلى البوذية في الصين، والإسلام في البلاد الإسلامية والمسيحية في روسيا . وأما أرنولد فقد كتب كانت"الشامانية" الديانة القديمة للمغول، الذين كانوا على رغم اعترافهم بإله عظيم قادر، لا يؤدون له الصلوات، وإنما كانوا يعبدون طائفة من "الآلهة" المنحطة وبخاصة تلك "الآلهة"الشريرة التي كانوا يتقدمون إليها بالقرابين والضحايا لما كانوا يعتقدون فيها من السلطان والقدرة على إيذائهم.

 كما كانوا يعبدون أرواح أجدادهم القدامى التي كانوا يعتبرونها ذات سلطان عظيم على حياة أعقابهم، ولكي يوفق المغول بين هذه القوى السماوية والعالم السفلي كانوا يلجأون إلى القسيسين، وهم "الشامان" والسحرة أو إلى رجال الطب، الذين كانوا يعتبرونهم ذوي نفوذ خفي وسلطان غريب على عناصر الموتى وأرواحهم، ولم يكن دينهم معدوداً من تلك الأديان التي تستطيع أن تقاوم كثيراً جهود هذه الأديان الكثيرة الأتباع والأنصار ذات اللاهوت المنظم الذي يملك قوة الإقناع وسد حاجات العقل، وذات الهيئات المنظمة، للمعلمين الدينيين، ومن ثم تأثر المغول بديانات تلك الشعوب ، فهذه عقيدة المغول المنحرفة والفاسدة ، ويرى الباحث إسماعيل عبد العزيز الخالدي، بأن عقيدة المغول المشوهة والتي أشار إليها المؤرخون هنا وهناك ما هي إلا بقايا عقيدة صحيحة كانت صيحة جاءت عن طريق بعض الرسل، مصدقاً لقوه تعالي: "إن أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً وإن من أمة إلا خلافها نذير" ـ فاطر ، الآية: 24 ـ ولكن الانحرافات البشرية المتمثلة في تدخل بعض الناس حكاماً أو زعماء، أو علماء ـ في العقيدة ـ بالإضافة أو الحذف إتباعاً للشيطان والهوى أو وصولاً إلى شهوة ‎، أو رغبة في انتقام أو إظهاراً لمكانة.. أو.. كل ذلك جعل هذه العقيدة تصل إلينا بشكل مشوه، ولكن الذي يتفحص هذه النتف القليلة يرجع أن هذه النصوص ما هي إلا بقايا عقيدة وصلتنا مشوهة، وهم يعترفون بوجود إله واحد وأنه خلق السماوات والأرض ولكنهم يشركون معه بعض المخلوقات مثل "الشمس" "والأرواح" وغيرها، وهم يستنكرون القتل والزنا واللواط، والكذب، والسحر، والتجسس، وكلها من صميم النواهي والمحرمات التي حرمها الله سبحانه وتعالى على عباده بواسطة الرسل الكرام، وإذا وجدنا العقاب قاسياً على بعض هذه الجرائم، فإن هذه القسوة علامة التشويه التي وضعتها يد الإنسان الظالمة ظانين أنهم بهذا إنما يكملون نقصاً أو يستفيدون من تجربة ، وخلاصة القول إن الأستاذ إسماعيل الخالدي رجح بأنه كان لهذه الأمة عقيدة صحيحة تشوهت مع مرور الزمن ثم ترك كثير من أوامرها إلى أن جاء "جنكيز خان" فأمر بكتابتها بالخط "الأويغوري" وكتبت بعد أن أضاف إليها ما يعتقد أنه  ينفع أمته ويقوي ملكه .

هذا وقد امتدت اليد الإنسانية إلى العقائد السماوية، بالتبديل والتحريف والتشويه، ابتداء من العقيدة التي أنزلت على آدم عليه السلام ومروراً بعقيدة إبراهيم وإسماعيل التي شوهت في الجزيرة العربية، وعقيدة موسى التي شوهت على أيدي اليهود، وانتهاء بعقيدة عيسى التي شوهت على أيدي "النصارى ، وقد أكد القرآن هذه الحقيقة في أكثر من موضع وكفى به قولاً وفصلاً وذلك في مثل قوله تعالى: "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق، إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فآمنوا بالله ورسله، ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم، إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد، له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا" ـ النساء، آية : 171 ـ وقال تعالى عن اليهود: "فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية، يحرفون الكلم عن مواضعه…" ـ المائدة ، الآية : 13 ـ.

يتبع

 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق