460
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:
في عصر الحروب الصليبية اهتم الدعاة المسلمون في جهودهم الدعوية المباركة الموجهة إلى النصارى بجانب الأساليب اهتماماً كبيراً حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تنوع هذه الأساليب وتعدد أشكالها واختلاف عرضها ().
3-الأساليب الفنية :
ر-أسلوب استخدام الشعر في تأدية بعض المعاني:
وفي عصر الحروب الصليبية لم تخل ردود العلماء ومناقشاتهم مع النصارى من استخدام الشعر، فمن الأمثلة على ذلك قصيدة البوصيري في الرد على النصارى واليهود والتي مطلعها :
جاء المسيح من الإله رسولاً
فأبى أقل العالمين عقولا
حيث ناقش فيها الكثير من عقائدهم وانتقدها مبيناً بطلانها وعدم اعتمادهم على دليل فيها ()، ومن هذا القبيل أرجوزه لأبي طالب عبد الجبار المرواني تعرض فيها لبطلان ما عليه النصارى ومنها:
وصانع العالم فرد صمد
والصنع لم يشركه فيه أحد
إلى قال:
وللنصارى القول في التثليث
أفظع به من مذهب خبيث ()
ومن ذلك مثلاً ما أورده القرطبي في مقدمه رده على صاحب الكتاب وتناقضاته وأنه بكتابته فضح نفسه حيث استشهد على ذلك بهذا البيت:
وإن لسان المرء مالم تكن له
حصاة على عوراته لدليل()
فالقرطبي بهذا البيت عبر باختصار بليغ كيف فضح هذا النصراني لسانه ودل على جهله وركاكة أسلوبه وفي موضع آخر حينما حاول هذا النصراني إظهار فصاحته بجمل ساقها رد عليه القرطبي بقول الشاعر:
دع المكارم لا ترحل لبغيتها
واقعد فإنك أنت الطاعم العاري
وذلك كتابه عن قصوره وعجزه وعدم أهليته لهذا الأمر وحينما استدل النصراني ببعض الآيات القرآنية على بعض باطله مؤولاً معناها الصحيح كان من إجابة القرطبي قول الشاعر:
ألق السلاح فلست من أكفائنا
واقعد مكانك في الحفيض الأسفل ()
وذلك كناية على أن المسلمين هم أهل المعرفة بالقرآن وعلومه وتفسيره وليس هذا لك أيها النصراني ولا شك أن معنى هذا البيت أغنى القرطبي عن مقال طويل في بيان أحقية المسلمين وقدرتهم على تفسير القرآن ومعرفة علومه وعجز أمثال هذا النصراني عن ذلك ().
وفي موضع آخر وفي مناقشة تناقض أمانة النصارى وقولهم فيها:
إن المسيح الذي صلب سيعود لفصل القضاء بين الأحياء والأموال رد الجعفري على ذلك بقول الشاعر:
لألفينك بعد الموت تنديني
وفي حياتي ما زودتني زادني ()
وقصد الجعفري بهذا البيت بيان عجز المسيح عن خلاص نفسه من القتل والصلب بزعم النصارى، فكيف يقدر على خلاصهم بجملتهم وهذا المعنى لا شك يستغرق صفحات لو أراد الجعفري التفصيل في شرحه وهكذا في مواضع كثيرة استغني الجعفري بأبيات شعرية تؤدي المعنى الذي يقصده دون إسهاب في تفصيل ذلك المعنى نثراً ()وكان القرافي في كتابه الأجوبة الفاخرة يستشهد أيضاً ببعض الأبيـات الشـعرية اختصاراً بها عن تفصيل ما يريد بيانه نثراً قد يستغرق صفحات منه في بعض النقاط ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق