455
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:
في عصر الحروب الصليبية اهتم الدعاة المسلمون في جهودهم الدعوية المباركة الموجهة إلى النصارى بجانب الأساليب اهتماماً كبيراً حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تنوع هذه الأساليب وتعدد أشكالها واختلاف عرضها ().
3-الأساليب الفنية :
أ-أسلوب ضرب الأمثال:
وضرب الأمثال من الأساليب التي استخدمها العلماء المسلمون في مناقشاتهم وكتاباتهم ومناظراتهم مع النصارى في عصر الحروب الصليبية، فمن الأمثال السائرة التي استخدمها القرطبي في رده على القسيس قوله: لا يستوي الظل والعود أعوج ()، وذلك بعدما عرض مذاهب النصارى واختلافهم في تفسير الأقانيم، ومحاولة كل فرقة إصلاح خلل الأخرى في ذلك وقصد القرطبي في هذا المثال أنه مهما حاولوا تقويم الخلل في تفسيراتهم لهذه العقيدة الباطلة فلن تستقيم كحال الذين يريد إقامة ظل لعود أعوج، فلن، يستقيم الظل ما دام العود على أعوجاجه وهذه حال تفسيراتهم لن تستقيم وتصح الخلل ما دام أصل العقيدة باطل وفي موضع آخر وبعد رده على النصراني ومناقشته لما طرحه من تفسير لعقيدة الاتحاد وإبطال هذه التفسيرات التي جاء بها ختم ذلك بإيراد هذا المثل وهو قوله: فإن الفتق اتسع على الراقع ()، ففي هذا المثل قصد القرطبي أنه مهما جئت أيها النصراني بتفسير لهذه العقيدة الباطلة – عقيدة الاتحاد تفسير يقبله العقل فلن تفلح، فكلما أجبت على سؤال ثارت عليك أسئلة كمن يريد أن يرفع ثوباً اتسع فتقه ومن استخدام الأمثلة السائرة لدى القرافي أنه بعد وصفه لرجال الدين النصارى بالجهل الشديد وعدم تفريقهم بين الحلال والحرام وغفلتهم وبلاهتهم التي حجبت عنهم عقل الحق والأخذ به ختم بقوله: حتى أن أحدهم لا يفرق بين كوعه من بوعه ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق