إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

443 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:


443

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:

في عصر الحروب الصليبية اهتم الدعاة المسلمون في جهودهم الدعوية المباركة الموجهة إلى النصارى بجانب الأساليب اهتماماً كبيراً حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تنوع هذه الأساليب وتعدد أشكالها واختلاف عرضها ().

1-الأساليب العقلية:

ج-أسلوب القياس المساوي:

وهو ما يكون معناه في الفرع مساوياً لمعنى الأصل، ويسمى القياس الخفي ()والقياس المساوي من الأساليب التي استخدمها العلماء المسلمون كثيراً في مناقشاتهم وردودهم على النصارى في هذه الفترة، ففي مناقشة نصر بن يحي المتطبب لعقائد النصارى والتي منها زعمهم أن المسيح استحق اللاهوتية؛ لأن الله سما ابناً، وأبطل نصر هذه الحجة بقياس حال الأنبياء الآخرين على حال عيسى حيث ورد في كتب النصارى تسمية بعضهم أبناءً لله كداود وإسرائيل وغيرهما؛ فلماذا لم تجعلوهم أيها النصارى بناءً على ذلك أبناء لله ()، فإذا كانت علة الألوهية للمسيح تسميته ابناً لله فهؤلاء إذن أبناء لله على الحقيقة لأنه سماهم أبناء، وإلا فلتكن النبّوة للجميع على سبيل الرحمة وهكذا فلا سبيل للنصارى بناء على هذا القياس العقلي إلا صرف الألوهية عن المسيح واعتقاد نبوّته، أو إثبات الألوهية لغيره من الأنبياء، أو انقطاع حجتهم وتمسكهم بضلالهم على سبيل العناد والمكابرة ()، ومن حجج النصارى على إثبات الألوهية للمسيح أيضاً أنه نفخة من روح الله في رحم مريم فذلك يدل على ألوهيته وقد أبطل هذه الحجة القرطبي من خلال أسلوب القياس المساوي، حيث قاس حال آدم عليه السلام على حال المسيح، إذ هو نفخة من روح الله في تربة من الأرض، فتربة بمنزلة لحمة، ونفخة بمثابة نفخة فبناءً على هذا القياس لا فرق بين الحالين في المسيح وآدم عليه السلام، فإثبات الألوهية للمسيح لكونه نفخة من روح الله في لحمه مريم يماثلها حال آدم لكونه نفخة من روح الله في تربة من الأرض، فإما إثبات الألوهية للاثنين لهذه العلة أو نفيهما عنهما ومن شبه النصارى التي أثاروها حول رسالة النبّي صلى الله عليه وسلم كونها ناسخة لما قبلها والنسخ بداء، والبداء على الله الذي هو عالم الغيب والشهادة محال وقد أبطل الزاهدي هذه الشبهة من خلال أسلوب القياس المساوي حيث طالبهم أن يقيسوا حال محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك بحال موسى وعيسى حيث جاءا ونسخا ما قبلهما ولم تعدوا ذلك أيها النصارى بداءاً ().

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق