إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

442 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:


442

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

ثامنا:أساليب دعوة المسلمين للنصارى:

في عصر الحروب الصليبية اهتم الدعاة المسلمون في جهودهم الدعوية المباركة الموجهة إلى النصارى بجانب الأساليب اهتماماً كبيراً حيث ظهر ذلك جلياً من خلال تنوع هذه الأساليب وتعدد أشكالها واختلاف عرضها ().

1-الأساليب العقلية:

ب-أسلوب قياس الأولى:

هو ما يكون معناه في الفرع زائداً على معنى الأصل ()، أو هو ما قطع فيه بنفي الفارق ويسمى القياس الجلي ()وهذا الأسلوب استخدمه العلماء المسلمون لدحض حجج النصارى وشبهاتهم التي أقاموا عليها اعتقاداتهم وبنوا عليها أصول ملتهم ()ومن الأمثلة على ذلك إبطال الخزرجي في نقاشه مع قسيس طليطلة لحجة النصارى في اتخاذ المسيح عليه السلام ابناً لله بدعوى ولادته من غير أب، حيث قرر الخزرجي أنه إذا كانت هذه هي العلة التي سوغت للنصارى أن يجعلوا المسيح ابناً لله سبحانه وتعالى فإنها متحققة في شأن آدم بشكل أكبر من المسيح، إذ إنه وجد من غير أب أو أم، فهو أولى بالألوهية من المسيح لهذه العلة ()، وبالأسلوب نفسه أبطل القرطبي هذه الحجة للنصارى على اتخاذ المسيح ابناً لله تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً – حيث قال: بل لو أمكن لأحد أن يقول: إن بشراً يتصور أن يكون إلهاً لكونه من غير أب لكان آدم أولى بذلك من حيث إنه لم تشتمل عليه أوصار الرحم، فقد شارك المسيح في كونه من غير أب وزاد عليه أنه من غير أم ()، ومن خلال هذا الأسلوب أيضاً طالب الخزرجي في نقاشه مع قسيس طليطلة النصارى بالإيمان بنبوّة محمد صلى الله عليه وسلم للمعجزات الكثيرة التي جاء بها صلى الله عليه وسلم دالة على صدقه – حيث عرض كثيراً منها – وذلك قياساً على إيمانهم ببعض الأنبياء وهم لم يكن لهم معجزات أو آيات تؤيدهم كداود وحز قيال وغيرهم ()، فإذا كان إيمان النصارى بمثل هؤلاء الأنبياء لأخبارهم عن أنفسهم بالنبّوة، فحسب فإن من أخبر عن نفسه وجاء بالمعجزات المصدقة له من باب أولى، فمن خلال قياس الأولى بيّن الخزرجي أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترك هو وهؤلاء الأنبياء الذين يؤمن بهم النصارى بدعوى النبّوة وزاد عليهم بالآيات والمعجزات فوجب الإيمان بنبوّته ولزمكم أيها النصارى الإيمان بذلك أكثر من إيمانكم ببعض أنبيائكم اعتماداً على دعواهم النبّوة فقط وفي مناظرة للزاهدي مع أحد علماء النصارى وإثبات هذا النصراني للنبوات السابقة عن طريق التواتر وظهور المعجزات بين الزاهدي أن إثبات نبوّة محمد صلى الله عليه وسلم على هذا الأساس أولى من غيرها من النبّوات السابقة، إذ التواتر في حقه صلى الله عليه وسلم أولى بالقبول لأن عصره أقرب من عصر موسى وعيسى ومتى كان المخبر به أقرب زماناً كان الثقة به والاعتماد عليه أكثر وأقوى؛ لأن الوسائط في البعيد أكثر وطول العهد منسي. حيث انقطع النصراني وأسلم وحسن إسلامه ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق