432
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
سادساً:القائمون على دعوة النصارى في عصر الحروب الصليبية:
2-العلماء:
س-أحمد بن إدريس بن عبدالرحمن الضهاجي القرافي:
كانت له جهود كبيرة في مناظرته الكثيرة معهم والرد على شبههم ودعمه للسلطة في وقوته في مواجهتهم، ومما يدل على كثرة مناظرته مع النصارى قوله في أحد كتبه: .. اتفق لي مع كثير منهم في المناظرة أني أطالبه بتصوير مذهبه كيف يمكن إقامة الدليل عليه ()وقد اعتنى – رحمه الله – في الرد على شبههم، ومن ذلك تخصيص الباب الثاني في كتابه الأجوبة الفاخرة في الرد عليها وتفنيدها حيث قـال: الباب الثاني في أسئلة لأهل الكتاب النصارى واليهود عادتهم يتولوعون بإيرادها .. والجواب عنها ()، ومن مشاركته ودعمه للسلطة في وقته في مواجهة النصارى ودعوتهم تأليفه كتاب "أدلة الوحدانية في الرد على النصرانية" وإهدائه للملك الكامل الذي كان الصراع العسكري والفكري في وقته على أشده مع الصليبيين وقد قال القرافي في ذلك: .. فرأيت أن أؤلف لمولانا السلطان أعزه الله تعالى في الرد عليهم كتاباً أتحفه فيه بغريبه وانفرد فيه بطريقة عجيبة، أجمع فيه مذاهبهم على جليتها وأخاطبهم بنصوص نصوصهم وأجادلهم بها مجادلة الأقران، وأبارزهم على نقضها مبارزة الشجعان ()والقرافي كان مستشعراً لأهمية الدعوة إلى الإسلام بشكل عام وأن الذب عن الدين والدعوة إليه أسمى ما تصرف فيه الهمم حيث قال: أجلت طرف الفكر ميدان النظر أي فن أقصد إليه، وأرجو من الله أن يثيب عليه، فظهر لي أن أولى ما تصرف إليه الهمم، وتتفاوت فيه القيم، وتتنافس فيه الأفاضل، وتتميز به المفضول من الفاضل الذب عن حوزة الدين وحراسة بقية المسلمين بالبحث الملل والأديان، وإقامة الدليل على وحدانية الملك الديان ()، ثم وضح القرافي أن أولى من يدعى إلى ذلك هم النصارى حيث قال: فنظرت في أهل الشرائع والمذاهب، وتفكرت فيمن هو فيها عن التوحيد ذاهب، فلم أجد سوى مذهب النصارى الضالين الحيارى ()ومن الكتب أيضاً التي ألفها القرافي في هذا المجال كتاب "الأقوال القديمة في حكم النقل من الكتب القديمة " وبعد حياة حافلة بالعلم والدعوة توفي القرافي في جمادي الآخرة من سنة 684ه () بالقاهرة – رحمه الله رحمة واسعة.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق