431
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
سادساً:القائمون على دعوة النصارى في عصر الحروب الصليبية:
2-العلماء:
ج-صالح بن الحسين بن طلحة الجعفري:
كان مولده بمصر سنة 581ه () وكان الجعفري كثير المناظرة لرهبان النصارى، حيث يدل على ذلك بعض الإشارات في كتبه، ومن ذلك مثلاً قوله: .. ولقد فاوضني بعض الرهبان ممن يدعى بناناً في البيان () قوله: لقد فاوضت بعض النصارى فيما يتعلق بألفاظ النبوة ()وقوله : قلت لنصراني من عقلائهم ()ومن جهود الجعفري في هذا المجال اهتمامه بما يصدر عن نصارى الفرنج تجاه المسلمين وتصديه لشبههم والرد عليها وتفنيدها، ففي كتابه: الرد على النصارى أشار إلى الدافع له لتأليفه أسئلة وردت من الفرنج يمتحنون بها المسلمين إذ يقول: .. وقفت على مسائل ذكر أن الفرنج بعثوا فيها يمتحنون أهل الإسلام، فنظرت فيها، فإذا هي خالية من الفوائد الدينية عاطلة عن المنافع الدنيوية () وأما التأليف في هذا المجال فكان للجعفري الجهد الواضح فيه دعوة لهم، ورداً على شبههم، وبياناً للحق الذي اشتبه على كثير من عامتهم؛ حيث استشعر هذه المهمة الجليلة في دعوة النصارى، فبين أن من أسباب تأليفه مثلاً لكتاب تخجيل من حرف التوراة والإنجيل هو رجاء هدايتهم فعسى الله أن يقدر هدية بعضهم، ونحن مأمورون بدعائهم إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة () ومما دفعه إلى التأليف أيضاً تعليم الحجة في الرد عليهم، وإلزامهم بمقتضى أصولهم: وهذا مما يعين على دعوتهم (). مع ما في ذلك من ترسيخ لإيمان المسلم بإظهار الآيات من كتبهم التي توافق القرآن، كما قال تعالى: "الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل " (الأعراف، آية: 157) (). وكثرة الأدلة توجب الطمأنينة وتثلج الصدر ()ولهذا الغرض الجليل المتمثل في دعوة النصارى إلى الإسلام وردّ شبههم، وكشف باطلهم لمن حجب عنه الحق منهم أن يعرفه قام الجعفري بتأليفه عدد من الكتب منها : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل، وكتاب الرد على النصارى وكتاب الواضح المشهود في فضائح النصارى واليهود ومما يضاف إلى جهود الجعفري في دعوة النصارى إلى الإسلام اعتماد الملك الكامل عليه في بعض الأحيان للرد على أسئلة النصارى ومناقشتهم، فعندما أرسل ملك الروم رسالة إلى الملك الكامل سنة 618ه متضمنة بعض الأسئلة للمسلمين كان ممن كلف بالإجابة عليها الجعفري ()، وقد كانت وفاته – رحمه الله – سنة 668ه بالقاهرة حيث دفن بالمقطم ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق