إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

409 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: رابعاً:مناقشة شعائر النصارى وطقوسهم: 3-أعياد النصارى:


409

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

رابعاً:مناقشة شعائر النصارى وطقوسهم:

3-أعياد النصارى:

أعياد النصارى كثيرة جداً، فكل حدث ذو أهمية بالنسبة لهم يعظمونه ويحتفلون به، ثم يتحول لدى الأجيال اللاحقة إلى عيد يحتفل به إحياءً لذكراه، فابتدعوا لذلك أعياداً كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان وفي فترة الحروب الصليبية كان الاحتفال بهذه الأعياد وغيرها منتشراً بين النصارى، بل وربما شاركهم بعض المسلمين فيها ففي الأندلس مثلاً كان من أعياد النصارى عيد ميلاد عيسى عليه السلام والمحدد بالخامس والعشرين من شهر ديسمبر، ويناير سابع ولادته، ويوم ختنه وهو أول السنة الميلادية، والعنصرة والذي يعتقد أنه يوم مولد يحي بن زكريا عليه السلام ويوافق اليوم الرابع والعشرين من يونيه، وخميس إبرايل الذي يرمز عند النصارى إلى يوم صلب المسيح في اعتقادهم () وفي معرض مناقشة كل من الجعفري والقرافي لأعياد النصارى عدّدا أهمها ومنها:

- عيد ميكائيل في مصر وتخومها، وكان النصارى في فترة الحروب الصليبية تحتفل به وتعظمه، وسبب إحداث هذا العيد أنه كان في الإسكندرية صنم يعظمه أهلها، ويعدون له عيداً عظيماً، فولي بطركة الإسكندرية الأكصيدروس فرام إبطال هذا العيد فلم يقدر من العوام فصرفهم لذلك بأن يجعلوا هذا العيد لميكائيل الملك وليس للصنم، فيذبحون له ذبائحهم ليشفع لهم عند الله فأجابوه لذلك ().

- وعيد الصليب وسبب إحداثه :

أن اليهود اتخذوا المقبرة التي دفن فيها الشبه مزبلة يطرحون فيها الأوساخ تحقيراً لشأن المصلوب، فأقامت على ذلك نحوا من ثلاثمائة سنة إلى أن جاءت زوجة قسطنطين الملك فأمرت بالكشف عن المقبرة فظهرت لها فإذا هي ثلاثة صُلُب وهي صليب اللعين والشبه فقالت: كيف لنا أن نعلم خشبة ربنا التي صلب عليها ؟ وكان هناك مريض قد أشرف على الوفاة فوضع عليها الصليب الأول فلم يقم، فأمسته الثاني فلم يقم، فأمسته الثالث فقام فعلمت النصارى أنه صليب الرب فعلقته بالذهب وبعثت به إلى الملك ().

- ومن أعيادهم التي ذكرها القرطبي :

يوم بشارة جبريل مريم بالمسيح، ثم يوم ميلاده، ويوم ختنه، ويوم الفصح وهو قيامة من القبر، ثم يوم رقيه إلى السماء وبعد ذكر الجعفري والقرافي لبعض أعياد النصارى وضحاً أن لا أصل لها في شرعهم البتة، وأنها مما أحدثوه وابتدعوه في دينهم ()ثم بين الجعفري أن لا حجة لإبطال البدعة ببدعة مثلها، وذلك أن هذا الراهب أراد أن يبطل تعظيم العامة لهذا الصنم فابتدع عيد ميكائيل، حيث قال : والشيء الضعيف لا يزيده الأمر الباطل إلا ضعفاً والحق مستغن بنقسه عن أن يقوى بأمثال هذه الترهات ()، وأشار كل من الجعفري والقرافي إلى أن الأولى للنصارى أن يمقتوا الصليب لا أن يعظموه ويتخذوا له عيداً وذلك أنه صلب عليه إلههم بزعمهم وإن كان هذا التعظيم من أجل أن الصليب مس المسيح فلماذا لا يعظم النصارى الحمر ويسجدوا لها فقد أخبر لوقا أن المسيح ركب حماراً عند دخوله المدينة ().

وبين القرطبي أن هذه الأعياد التي يعظمها النصارى ليست واجبة بالشرع وإذا كان هذا مستندهم فمن أخبرهم من الأنبياء بأن مثل هذه الأحوال تتخذ عيداً إذ ليس في كتبهم شيء من ذلك، ثم إن أيام عيسى كلها شريفة فلا يخلو يوماً له من كرامة يكرمه الله بها، فإذا كان الأمر كذلك فعلى النصارى أن يبحثوا عن أيام عيسى وعن عددها ويتخذوها أعياداً، وإلا لما خصصوا البعض وتركوا البعض الآخر().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق