إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

30 موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين المبحث الثاني:ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث: ثانيا:اختيار تيموجين خانا على المغول: جـ ـ حرب جنكيز خان مع ملك كرايت:


30

موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار

الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين

المبحث الثاني:ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث:

ثانيا:اختيار تيموجين خانا على المغول:

جـ ـ حرب جنكيز خان مع ملك كرايت:

في سنة 599هـ/1203م كان المسيطر على قبائل الترك المشارقة (وانج خان) من قبيلة كرايت أو كريت أو القاريات التي تدين بالنصرانية، وكان جنكيز خان من غير قبيلته، ولكنه مؤيد له وملازم له منذ الطفولة، لم يرق انتصار جنكيز خان في عيون رؤساء قبائل الكرايت حلفائه فأضمروا له الشر سراً ووشوا عنه إلى وانج خان حتى اتهمه الأخير بالخيانة، وهم باعتقاله، وأرادوا قتله بزعامة "توكتابك بن طوغرل بك"، و(جاموكا) عدو جنكيز خان اللدود وفي مساء أحد الأيام، بينما كان جنكيز خان مع ستة ألف من محاربيهم تصحبهم العائلات معسكراً في أحد المناطق، أخبرته دورياته بأن قبائل الكرايت تتجمع، وتتقرب من معسكرهم دلالة على عزمهم الهجوم ليلاً على المعسكر، وقرر جنكيز خان التملص من عدوه لأنه ضعيف تجاه خصمه من ناحيتي القوة والسرعة، لأن العائلات برفقته، تركب العجلات التي تسحبها الثيران، والعجلات التي تجرها الجمال، في هذا الوقت، انضم إلى جنكيز خان غلامان من خدم وانج خان، فأعلماه بالقضية وأن وانج خان يريد القبض عليه .

وضع جنكيز خان خُطَّته وطلب من قادته تنفيذها حرفياً بكلِّ دقة وهُدُوء وانتظام وكانت خطته:

أ ـ سحب الماشية والعائلات على أن تركب عجلات الجرِّ الخفيفة التي تجرُّها الجمال، وتسير إلى موضع مستور إلى خلف منطقه المعسكر بـ 12 كم.

ب ـ ترك الخيام منصوبة، والنار مضرمة فيها، والعجلات بثيرانها، كما لو كان المعسكر آهلا.

ج ـ قيام "جنكيز خان" وجماعة بستر انسحاب الماشية والعائلات في صباح اليوم التَّالي، انحدرت قبائل الكرايت إلى معسكر جنكيز خان ولما رأوا المعسكر خالياً وأدواته فيه، اعتقدوا بأن جنكيز خان قد فرَّ برجاله وعائلاته خوفاً وفزعاً، ما جعلهم يتباطئون في تعقبهم، كان جنكيز خان مُتخفياً مع رجاله وراء أرض مرتفعه، يفصلها عن أعدائه، نهر صغير، تاركاً أمر مراقبة الجبهة للخفراء، ولمَّا تقدَّمت خيَّالة"الكرايت" الخفيفة منها تسبق الثقيلة، انقض"جنكيز خان" وجماعته فجأة ـ عليهم وقتلوا جميع مقدِّمة العدوِّ، وأبادوهم دون أن يكون للقسم الأكبر علم بذلك. وبعد مدة ظهر وانج خان وقادته يقودون القسم الأكبر من قوَّاته وهكذا فقد دنت ساعة المعركة الحاسمة فوضع جنكيز خان خطَّته كالآتي:

أ ـ الهجوم عل أعدائه قبل مهاجمتهم له.
ب ـ عدم القيام بهجوم جبهوي، لأنَّ أعداءه أقوى منه.
ج ـ الإستفادة من الأرض جهد الإمكان، لتلافي نقض العدد في هذه الأثناء، هجمت خيَّالة العدوِّ وأربكت"جنكيز خان" حيث استدعى أشجع قادته، وحامل لواء القبيلة(جلدار)، وكلفَّة بإحاطة جناح العدوِّ الأيسر واحتلال تلِّ"جويتا" الكائن خلف هذا الجناح، ونجح جلدار بحركته، مما أجبر قوَّة الكرايت على الانسحاب قليلاً، بينما كانوا في أوج هجومهم واستمر القتال حتى حلول الظلام، حيث قام جنكيز خان بهجوم عنيف ستر به انسحاب جلدار وتحت جنح الظلام وانسحب"جنكيز خان" برجاله شرقاً، لعلمه بأنه لا يستطيع منازلة أعدائه صباح اليوم التَّالي وهو بقوته هذه وبعد انسحاب جنكيز خان انقسمت جُوبي إلى معسكرين متنافسين:

أ ـ معسكر"وانج خان" ومن انضمّ إليه بعد انتصاره على جنكيز خان.
ب ـ معسكر جنكيز خان ومن توافد إليه لإسناده وقرّر جنكيز خان إبادة خصمه، فجهَّز حملة قوية، وتقدَّم نحو معسكر وانج خان دون سابق إنذار، ولكي يتأكد من عدوِّه استخدم" الرَّتل الخامس" فأرسل أحد قادته المشهورين بصفة لاجئ، حاملاً معه أحد أعلام" جنكيز خان" لكي يتظاهر بأنه جاء لاجئاً، هَرَبا من سوء معاملة جنكيز خان له ولما وصل هذا الرسول إلى معسكر وانج خان لم يقتنع الأخير بادِّعاء الرّسول، فأراد التأكد من صحة المعلومات فأرسل معه عدداً من رجال خيالته لاستطلاع المنطقة من على قمم مشرفة بالقرب من معسكر وانج خان وعلى تل مشرف بجواره، أراد رسول جنكيز خان أن يعطي إشارة لسيده تدله على معسكر الأعداء ولما لم يتمكن من ذلك، ابتكر حيلة وطبقها بسرعة وهي ركز علم جنكيز خان الذي استصحبه معه على قمة التل، ثم ترجل عن جواده، ماسكاً حافر حصانه بيده، ولما سئل عما يفعل، أجاب: أنه وجد حجراً في حافر حصانه، وقبل أن ينتهي هذا الرسول من رفع الحجر الموهوم من حافر حصانه كانت مقدمة جنكيز خان قد أطبقت على رجال وانج خان وأسرتهم، ولم يعد رسل وانج خان  بنتيجة استطلاعه، بل جاءت خيول جنكيز خان على حين غرة، فأعملت السيوف في رقاب رجاله .

جرح وانج خان وابنه توكتا بك، وفرا هاربين، ونهبت العشيرة وسبي النساء ووقع جاموكا بيد جنكيز خان، فأمر بخنقه بخيوط من الحرير ، وقطعت أوصاله وأعضاء جسمه ، كما قتل وانج خان وابنه بعد فرارهما من قبل أتباعهما وأرسل رأس الأب بصفيحة من فضة هدية إلى جنكيز خان ، وبذلك انقرضت قبيلة القاربات، وأخذت القبائل الضعيفة منها والقوية على اختلاف أديانها تعرض الطاعة والإخلاص لسيد آسيا الجديد، جالبة معها كل ما لديها من آثار المدينة وخلاصة العلوم، وبعد هذا أنعم جنكيز خان على الغلامين اللذين أعلماه بهجوم وانج خان وذريتهم، فجعلهم (ترخانية) ـ أي أحرار ـ لا يكلفون بشيء من الحقوق السلطانية، وما يغنمونه من الغزوات تكون لهم بالكامل، ولا يأخذ منهما أي شيء للملك، كما أعطاهم الحق لدخولهم إلى الملوك بدون إذن، وعدم معاقبتهم على إي ذنب إلى تسعة ذنوب .

ومن الذين وقعوا في أسر جنكيز خان تاتأنجو، وهو من الأويغوريين وكان يعمل كاتباً لملك النايمان، فأدخله جنكيز خان في خدمته، وقرر استخدام الأويغورية، وتولى هذا الرجل تعليم هذه اللغة وكتابتها لأبناء جنكيز خان وأبناء الطبقة الراقية من المغول، وكان لهم نفوذ1 قوي على أكوتاي بن جنكيز خان وخليفته في الحكم .


يتبع


يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق