إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

21 موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول: ثامناً:أحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي. 4 ـ انتشار الموبقات في العالم الإسلامي:



21


موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار

الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين

المبحث الأول:الجذور التاريخية للمغول:

ثامناً:أحوال العالم الإسلامي قبيل الغزو المغولي.

4 ـ انتشار الموبقات في العالم الإسلامي:

قال تعالى: "وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً" ـ الإسراء ، آية 16 ـ ومن الموبقات التي انتشرت في العالم الإسلامي في ذلك العهد:

ج ـ انتشار الغناء والطرب:

وكان للجواري في ذلك الجو المشبع بالموسيقى والغناء أثر كبير في شيوع الخلاعة والانحلال الخلقي بين الشباب، وكثير من الشيوخ، ومُجَّات الشعراء، إذ أصبحت قلوبهم مشغولة باللهو والطرب، والسعي وراء إشباع الغرائز، كما انتشر في العصر العباسي الثاني حب الغلمان والغزل بهم، واتخاذهم بدل الخليلات، وقد انتشرت هذه الموبقات بين قادة الجيش والسلاطين وقد قال أحدهم عن غلامه: ضياع هذا الغلام مني أشد عليَّ من أخذ بغداد من يدي، بل أرض العراق كلها ، وكان أحدهم يقبل"المردان" من غير ريبه او خجل ، وكانت تقام الحفلات والسهرات، للغناء والطرب وكان إذا طرب الملك أو السلطان أعطى عطاء لا يتصور ، وكان للزانيات والفساق بيوت تكاد تكون معروفة للجميع، وتنتشر في بغداد وغيرها من البلاد الإسلامية الكبيرة وكان يردها عدد كبير من الناس يقتلون فيها ثروتهم وأعمارهم غير مبالين بدين ولا هيابين من سلطة ولم لا؟ والناس على دين ملوكهم . ولم يقتصر الفساد على الجواري والغلمان بل تعداه في أوقات كثيرة إلى الحرائر، ولا شك في ذلك فقد قال رسول الله صلى عليه وسلم: "عفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم" وكاد زمان آخر الخلفاء العباسيين ينقضي أكثره في سماع الأغاني ومما اشتهر عنه أنه كتب إلى بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل يطلب منه جماعة من ذوي الطرب وفي نفس الوقت وصل رسول "هولاكو" إلى صاحب الموصل نفسه يطلب منه منجنيقات، والآت حصار، فقال بدر الدين: انظروا إلى المطلوبين، وأبكوا على الإسلام وأهله .

ولا يعني هذا أن المجتمع الإسلامي كله انقلب إلى مجتمع فاسد بعيد عن الإسلام، فقد كان المجتمع مجتمعاً إسلامياً وكانت طبقة العامة فيه ـ التي تمثل الأغلبيةـ حسنة الإسلام تتمسك بفرائضه وسننه، وشعائره، ولم تكن تعرف الترف ولا ما يجر إليه من مجون وانحلال وفساد في الأخلاق، إنما كانت تعرف الشظف والبؤس والحرمان، وكانت ساخطة سخطاً شديداً على المجَّان والمنحلين وكان المؤمنون يعمرون مساجد الله، وكان الدعاة إلى الله لا يزالون يُذكّرون الناس بالله واليوم الآخر وانهم معرضون يوم الحساب فإما الجنة والنعيم وإما النار والجحيم ونشأة في تلك الفترة طبقة من الزهاد، عاشوا معيشة كلها شظف وتقشف وتبتل وعبادة، ولا يخلو الفساد في عامة الناس ولكن الطبقة الفاسدة المترفة هي التي كانت تقود الأمة وتمسك بزمامها فقادتها إلى محاربة الفضيلة ونشر الرذيلة، تحقيقاً لرغبات هؤلاء المترفين وإرضاء لشهواتهم ثم سيطرت طبقة (العسكر) على أمور الناس فقادوهم إلى محاربة بعضهم بعضاً وصولاً إلى الحكم، ولتوسيع رقعة الأرض التي تحت أيديهم، فأضعفت هذه التصرفات الغبية الأمة الإسلامية وجعلتها هشة ضعيفة خائرة مثل بيت العنكبوت، فانهارت تحت ضربات أعدائها المتربصين بها من كل جانب ، كما سنبين بإذن الله في الصفحات القادمة.


يتبع


يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق