إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

474 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: عاشراً:آثار الدعوة الإسلامية في أوروبا: 6-فقدان الثقة بالبابا ورجال الدين:


474

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

عاشراً:آثار الدعوة الإسلامية في أوروبا:

6-فقدان الثقة بالبابا ورجال الدين:

 كانت الكنيسة مهيمنة على الحياة العامة في أوروبا محاربة لكل ما يهدد هذه الهيمنة من الملوك أو المفكرين، فالبابا وهو رأس الكنيسة – أصبحت بيده السلطة الدينية وحتى السياسة في هذه الفترة مما جعل المعاصرين يعتبرونه ملك الملوك وأمير الأمراء ()، لنفوذه القوي على ملوك أوروبا في تلك الفترة، فكان من حق البابا أن يفرض الضرائب على رعايا الملوك وأن يحولها إلى روما وكانت صكوك الغفران وصكوك الحرمان أداة للضغط بيده في مواجهة معارضيه ().
وهذه الهيمنة الدينية والسياسية لسلطة الكنيسة تضاءلت كثيراً في أوروبا بعد نهاية الحرب الصليبية وقد قال أحد الكتاب الغربيين عن ذلك: ... وعظم سلطان الكنيسة وعلت مكانتها إلى أبعد حد بسبب الحملة الصليبية الأولى ثم أخذت تضعف بالتدرج بسبب الحملات التي ()تلتها وما من شك أنه كان للجهود الدعوية المختلفة التي بذلها المسلمون في هذه الفترة من سفارة ورسائل ورسل ومخالطة وكتابة ولقاءات وجهاد أثر كبير في ذلك ()ومع مرور الوقت قلت هيبة الكنيسة ومكانتها في نفوس العامة وأدركت الشعوب الأوروبية كذب ما يدعيه البابا من أنه نائب عن الله في الأرض وأنه معصوم عن الخطأ، فقلت الثقة به وسائر رجال الدين النصارى ومن الشواهد على ذلك مثلاً: أنه عندما دعا بعض الرهبان في أوروبا إلى حملة صليبية جديدة سخر الناس منه وعِمد بعضهم إلى توزيع الصدقات على الفقراء باسم محمد صلى الله عليه وسلم على سبيل السخرية من هؤلاء الرهبان وذلك أن محمداً صلى الله عليه وسلم تفوق على ا لمسيح في هذه الحروب ()، بل أن بعض المثقفين والكتاب وحتى رجال الدين الذين بدأوا بنقد بعض معتقدات الكنيسة الخاصة بالتثليث والعشاء الرباني وصكوك الغفران وغيرهما اعتماداً على شيء من أقوال علماء المسلمين في ذلك ()، كذلك ظهرت بعض الجماعات والفرق الدينية في أوروبا التي تنادي بمحاربة الفساد المستشري بالكنيسة، بل والدعوة إلى معاداة رجال الدين وانتقاد بعض الطقوس النصرانية، ومن ذلك مثلاً قيام أحد رجال الدين في جامعة أكسفورد في بريطانيا في هذه الفترة بحملة ضد بعض العقائد النصرانية حيث كان له أتباع ومؤيدون، وكان من أقواله: إنه ليس ثمة ما هو أشبه بالوثنية من القربان عند المذبح ()ورجل آخر يدعى أبلار في الفترة نفسها نحى منحى عقلياً في تفسير بعض المعتقدات النصرانية، وكان له أتباع ومؤيدون الأمر الذي أغضب رجال الكنيسة في عصره حتى كفروه ()وكان قد ألف كتاباً عن التثليث خالف فيه الاعتقاد السائد في عصره بين في مقدمته أنه كتبه لطلابه قائلاً: لأنهم كانوا على الدوام يبحثون عن المعقول وعن الشروخ الفلسفية ويسألون عما يستطيعون فهمه من الأسباب لا عن الألفاظ دون غيرها، ويقولون : إن من العبث أن ينطق بألفاظ لا يستطيع العقل تتبعها، وأنه لا شيء يمكن تصديقه إلا إذا أمكن فهمه أولاً، إن من أسخف الأشياء أن يعظ إنسان غيره بشيء،  لا يستطيع هو نفسه أن يفهمه ولا يستطيع من يسعى لتعليمهم أن يفهموه () وقد أثار صاحب قصة الحضارة إلى كثرة المشككين في هذه الفترة في صحة بعض المعتقدات الكنسية وطقوس الديانة النصرانية وأن ذلك مرده بشكل كبير إلى تأثير ما ترجم من الكتب العربية إلى اللغات الأوروبية (). وقال ايضاً في موضع آخر عن ذلك: .. ولقد لاحظنا من قبل وجود نزعة عدم الإيمان بين أقلية ضئيلة من سكان أوروبا وزادت هذه الأقلية في القرن الثالث عشر على أثر اتصال الأوروبيين بالمسلمين عن طريق الحروب الصليبية وتراجم الكتب العربية ولما تبين الأوروبيون وجود دين عظيم أخرج رجالاً عظاماً مثل صلاح الدين ... كان ذلك في حد ذاته كشفاً اضطربت له نفوسهم (). وإشارة إلى شدة ضعف الكنيسة وإنحسار نفوذها في المجتمع الأوروبي بعد الحروب الصليبية قال أحد الكتاب الغربيين : .. لقد فشل البابا نقولا في إثارة الغرب بعد سقوط طرابلس، كما أنه كان بالغ العجز بعد الكارثة الكبرى التي حلت بعكا (). وبطبيعة الحال فإن هذا العجز راجع إلى اضمحلال مكانة الكنيسة ورجال الدين لدى طبقات المجتمع الأوروبي مقارنة بالقوة التي كانت عليها الكنيسة عند بدايات الحروب الصليبية وتأثيرها البالغ في حشد مختلف قوى المجتمع الأوروبي ضد المسلمين ().


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق