إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

463 موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين" الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية: تاسعاً:آثار دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية: 3-تحسن نظرة كثير من النصارى للإسلام والمسلمين:


463

موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"

الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب

المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:

تاسعاً:آثار دعوة المسلمين للنصارى في عصر الحروب الصليبية:

3-تحسن نظرة كثير من النصارى للإسلام والمسلمين:

وقد نقل توماس آرنولد عن بعض الكتاب الغربيين ما يؤيد ذلك، كقول أحدهم : ... ومن المؤكد أن المسيحيين من أهالي هذه البلاد قد آثروا حكم المسلمين على حكم الصليبيين ()وقول أحدهم : .. ويظهر أن أهالي فلسطين من المسيحيين لما وقع بيت المقدس في أيدي المسلمين نهائياً سنة 641 ه -1244م رحبوا بالسادة الجدد وأطمأنوا إليهم ورضوا بحكمهم ()، كذلك الحال بالنسبة لكثير من نصارى آسيا الصغرى في هذه الفترة الذين فضلوا حكم السلاجقة المسلمين على سيطرة إخوانهم من النصارى من البيزنطيين ()، أما بالنسبة للنصارى الصليبيين فقد تغيرت نظرتهم للإسلام والمسلمين نتيجة للجهود الدعوية المختلفة الموجهة إليهم في هذه الفترة فمثلاً أن أحد رسلهم ويدعى بركارد حينما قابل صلاح الدين سنة 580ه/1175م عاد إلى قومه وأخبرهم بما لاحظه من أن المسلمين يؤمنون بإله واحد خالق كل شيء، وأن محمداً صلى الله عليه وسلم نبيّ مرُسل من الله جلّ وعلا ومن مظاهر تغير هذه النظرة الحاقدة لدى النصارى تجاه المسلمين وجود نوع من الصداقات بين مسلمين والنصارى، ومن ذلك مثلاً ما كان لأسامة بن منقذ من أفراد منهم يعدهم أصدقاء له وكانوا يمكنونه من الصلاة في المسجد الأقصى حينما كان تحت سيطرة النصارى ()، وابن جبير الذي زار المنطقة في هذه الفترة رأى عرساً إفرنجياً حضره جمع من المسلمين، وكان من مشاهداته أن بعض النصارى إذا رأى أحداً من المسلمين انقطع للعبادة أتوه بالماء والزاد ()، بل إنه في بعض جبهات القتال لطول المخالطة والمواجهة بين الفريقين أنس البعض بالبعض بل وتجري في بعض الأحيان ألعاب ومسابقات على سبيل الترفيه بين الطرفين ()وكان التجار المسلمون والنصارى على حال من الاختلاط والمعاملة التي أزالت كثيراً من الحدة والحقد والعداء الشديد الذي كان يحمله غالب الصليبيين في بداية قدومهم. وقد قال ابن جبير عن ذلك: .. واختلاط القوافل من مصر إلى دمشق على بلاد الإفرنج غير منقطع، واختلاف المسلمين إلى عكا كذلك .. والاتفاق بينهم والاعتدال في جميع الأحوال، وأهل الحرب مشغلون في حربهم.. ولا تعترض الرعايا ولا التجار فالأمن لا يفارقهم في جميع الأحوال سلماً وحربا (). وقال أحد الكتاب الغربيين مبيناً تبدل النظرة لدى متأخري الصليبيين عن سابقيهم : ... ولقد تحدث بعض المؤرخين أمثال وليم كبير أساقفة صور عن الحضارة الإسلامية حديثاً ملؤه الإجلال بل الإعجاب في بعض الأحيان لو سمعه المحاربون في الحملة الصليبية الأولى لهزمهم وصدم مشاعرهم وكبرياءهم ()، ولا أدل على تبدل هذه النظرة من سماح الصليبيين للمسلمين الخاضعين لحكمهم من ممارسة شعائرهم الدينية كما في عكا، وطرابلس، وأنطاكية وجبلة وغيرها وكان أسلاف هؤلاء في حملتهم الأولى حينما رأوا لأول مرة مسجداً في القسطنطينية تقام فيه الصلاة أحرقوه بما فيه ()، وقد بين توماس آرنولد هذه الحقيقة وهي أنه ليس عامة الصليبيين، فحسب هم الذين تغيرت نظرتهم إلى المسلمين، بل إن علماء اللاهوت المسيحي قد أدى إختلاطهم بالمسلمين إلى تكوين رأي أكثر إنصافاً عن الإسلام ().

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق