436
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
سابعاً:وسائل الدعوة الإسلامية في عصر الحروب الصليبية :
2-وسيلة الجهاد:
وفي عصر الحروب الصليبية كان الجهاد في سبيل الله من أهم وسائل الدعوة الموجهة إلى النصارى وقد تحدثت في كتبي السابقة عن السلاجقة والزنكيين وصلاح الدين عن هذه الوسيلة بنوع من التفصيل ولقد ساهمت وسيلة الجهاد لإتاحة أعداد كبيرة من النصارى الأوروبيين المقاتلين في الجيوش الصليبية الاحتكاك بالمسلمين ومعرفة بعض معتقداتهم وأخلاقهم وما يتميز به كثير من القادة المسلمين ومعرفة بعض معتقداتهم وأخلاقهم وما يتميز به كثير من القادة المسلمين من عدل ورحمة وعطف هذه الصفات التي تعكس الأخلاق الإسلامية وتعطي صورة صادقة عن سماحة الإسلام، الأمر الذي جعل أعداداً كبيرة من أفراد هذه الحملات يعتنقون الإسلام، بل إن بعض قادتهم أقسم ألا يقاتل المسلمين لما رآه من عدل وإنصاف لدى بعض القادة، وكثيرون منهم تبدلت عدواتهم إلى محبة للمسلمين بسبب حسن المعاملة التي وجدوها من قبل الجيوش الإسلامية، وللجهاد أثر واضح في دعوة النصارى من ناحية كونه أتاح الكثير من الاتصالات بين قادة الفريقين سواء عن طريق الرسل أو من خلال الرسائل والمكاتبات أو الاجتماعات المباشرة () ومن أعظم آثار وسيلة الجهاد في هذه الفترة تجاه النصارى أنها أظهرت عزة المسلمين وقوتهم أمام أعدائهم، وجعلتهم أمة مرهوبة الجانب تحطمت على صمودها وقوتها حملات الصليبيين المتعاقبة، مما جعل كثيراً من عامة النصارى خاصة في أوروبا تتزعزع قناعاتهم بصحة ما هم عليه، ويفقدون الثقة برجال دينهم الذين وعدوهم بالنصر والغفران والسعادة ()، فحينما عاد جماعة من النصارى المشاركين في إحدى الحملات الصليبية أخذوا يدعون إلى التحرر من سلطة رجال الدين لديهم وأعلنوا أنه : لو اجتمعت الباباوات والكرادلة من أولهم إلى آخرهم على أن يضعوا عن مخلوق ذنباً واحداً ما قدروا، بل الله يغفر الذنوب ()، بل إن أعداداً كثيرة من النصارى في أوروبا أخذوا يصرحون أن إخفاق الحملات الصليبية يدحض ما يدعيه البابا من أنه نائب عن الله أو ممثل له في أرضه ()ولما أخذ الرهبان في أوروبا يدعون إلى إحدى الحملات الصليبية المتأخرة ويسألون الناس بذل المال دعما لها كان كثير من النصارى يسخرون منهم حتى أنهم أخذوا يوزعون المال على الفقراء باسم محمد صلى الله عليه وسلم من قبيل السـخرية بالرهبان، لأن محمداً صلى الله عليه وسلم قد ظهر أنه أعظم قوة من المسيح في هذه الحروب ()وقد بين أحد الكتاب الغربيين أن من أهم نتائج فشل الحملات العسكرية الصليبية – والتي كان الجهاد في سبيل الله السبب المباشر في ذلك – إن هذا الفشل بعث كثيراً من العقول في أوروبا على التفكير، وكان سبباً في إضعاف العقائد الدينية المستقرة لدى النصارى في القرنين الثالث والرابع عشر ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق