427
موسوعة الحروب الصليبية (4)الحملات الصليبية "الأيوبيون بعد صلاح الدين"
الفصل الثالث "عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب
المبحث الرابع:الجدل الثقافي بين المسلمين والنصارى في عهد الحروب الصليبية:
سادساً:القائمون على دعوة النصارى في عصر الحروب الصليبية:
1-القادة والولاة:
د-جهود عبدالمؤمن بن علي في عهد دولة الموحدين:
ومن الولاة في غرب الدولة الإسلامية الذين كان لهم جهد في دعوة النصارى وجهادهم الخليفة الموحدي عبد المؤمن بن علي بن يملي بن مروان من قيس عيلان ()، والذي تولى الخلافة سنة 524ه وكان عاقلاً حازماً، سديد الرأي، حسن السياسة للأمور، كثير البذل للأموال ()، كان له اهتمام كبير لمراقبة عماله ونصحهم ومعاقبة المسيء منهم، مع حثه إياهم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والأخذ على أيدي السفهاء حتى أنه عزل ابنه عن ولاية العهد لما ظهر عليه من أمور مخله بالكرامة ()، ومن جهوده في مواجهة الفرنج ودعوتهم مهاجمته بعض حصونهم في الأندلس على يد أحد قواده سنة 550ه واسترداده للمرية ()من أيديهم بعد زحفهم عليها إثر تضعضع أحوال المرابطين في الأندلس وذلك سنة 552ه كذلك طرد الفرنج من المهدية سنة 558ه وإحسانه إلى أسراهم وترغيبهم بالإسلام ودعوته إليه () وقـد كانت وفـاته في سـلا ()سنة 558ه حيث حمل إلى تيفل ()ودفن بها وكان لحفيده يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن الذي ولد سنة 553ه () جهود واضحة في هذا المجال فمن جهاده للنصارى قدومه بنفسه إلى الأندلس سنة 591ه، ومواجهة النصارى في عدة مواقع ثم هزيمته للفرنج في معركة الآراك التي شبهها بعض المؤرخين بمعركة الزلاقة لقوتها وأهميتها وأثرها في إعادة هيبة المسلمين في الأندلس، ثم ما تلاها من غزوات قام بها – رحمه الله – سنة 592ه قال صاحب البيان المغرب عن أثر بعض جهود المنصور في نشر الإسلام بالأندلس : .. واصطكت في هذه الحصون المذكورة دعوة الإسلام، وتقوضت في أسبوع واحد ملة الكفر بشريعة محمد عليه الصلاة والسلام () ولذلك لما رأى فرنج الأندلس تقدم أبي يوسف واكتساحه لكثير من حصـونهم وعدم توانيه في ذلك كفوا أذاهم عن المسلمين، بل طلبوا الصلح على ما اشترطه أبو يوسف ()، ولشعوره – رحمه الله بحال المسلمين في الأندلس في مقابل النصارى، وخشيته على الأندلس من زحفهم عليها، وحرصه على مجاهدتهم فيها أوصى من بعده في مرض وفاته بالاهتمام بذلك وإبلائه القدر الأكبر من العناية، فكان من قوله: .. أوصيكم بالأيتام واليتيمة : الأندلس، والأيتام: هم المسلمون فيها مقابل النصارى وكانت وفاته – رحمه الله – في مراكش سنة 595ه().
وهكذا كان لبعض الولاة والقادة في غرب الدولة الإسلامية دور مهم في الحفاظ على الكيان الإسلامي وتوحيد كلمة المسلمين هناك، ودعم المسلمين في الأندلس وإيقاف زحف النصارى عليها إضافة إلى جهودهم غير المباشرة والمتمثلة في التمكين للعلماء ونشر العلم، ولا يخفى أثر ذلك في نجاح الجهود الدعوية بشكل عام، ومنها الجهود الموجهة إلى النصارى ().
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق