إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 5 سبتمبر 2014

34 موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين المبحث الثاني:ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث: رابعاً:بناء الإمبراطورية المغولية: ب ـ مملكة كين"مملكة الذهب":


34

موسوعة الحروب الصليبية (5)المغول (التتار )بين الانتشار والإنكسار

الفصل الأول:المشروع المغولي وغزوهم لبلاد المسلمين

المبحث الثاني:ظهور جنكيز خان على مسرح الأحداث:

رابعاً:بناء الإمبراطورية المغولية:

ب ـ مملكة كين"مملكة الذهب":

واجهت جنكيز خان، في هجومه على مملكة كين القوية، صعوبات لم يصادفها خلال غزوه لمملكة التانغوت، وتتمثل تلك الصعوبات بالتحصينات المنيعة، وحروب الحصار التي لم يكن جيشه قد اعتاد عليها بعد، إضافة إلى وجود سور الصين العظيم، وحصونه الممتدة من الشرق إلى الغرب، مما شكل خط دفاع مستمر لحماية مملكة الذهب، وتوجهت أنظار جنكيز خان أولاً إلى التحالف مع قبائل الأنغوت المقيمة شمال سور الصين في منغوليا الداخلية حالياً،ونجح في إقامة حلف مع ملكها، بعد أن وافق على تزويج إحدى بناته للملك الأونغوتي الذي كان يعتبر، نظراً لموقع مملكته الإستراتيجي، والمعاهدات المعقودة بينه وبين ملك كين حارساً للحدود الصينية، ومراقباً أميناً فيما وراء السور العظيم ولهذا، فعندما حالف جنكيز خان مملكة الأنغوت، بدا وكأنه فكك وسائل دفاع مملكة كين، دون أدنى جهد ممكن، وأوصل حدود إمبراطوريته إلى الخطوط الأمامية من مواقع الخصوم .وكان جنكيز خان لديه بدائل متعددة لتحقيق أهدافه، فإذا عجز عن تحقيقها بالقوة فالحل بالسياسة والحيلة والرأي. وفي عام 607هـ / 1211م، جمع جنكيز خان جيشاً عظيماً في منغوليا الشرقية، على ضفاف نهر كيرولين استعداداً للهجوم على بكين، وبطبيعة الحال لم يجد جنكيز خان صعوبات تذكر في اختراق دفاعات الأتراك والأنغوت المتحالفة معه (كما أسلفنا)، ووصل جيشه إلى شمال الصين، وخرب البلاد التي اجتاحها، من دون أن ينجح في الاستيلاء على مدنها الرئيسية، فقد كان ينقصه المهارات الهندسية لذلك، كما وقف جيشه طويلاً وهو ينتظر أمام قلاع سور الصين ومضى عاما 608هـ / 609هـ / 1211م /1212م، ولم يستول جنكيز خان سوى على مراكز قليلة الأهمية، لكون تلك البلاد صعبة التضاريس، وتتخللها سلاسل جبلية متداخلة، ويمر سور الصين خلالها، من خليج بتشيلي إلى النهر الأصفر، ثم إلى الشمال من بكين وتاتونج، عند شمال شان سي، فاكتفى القائد المغولي بإحراز بعض الانتصارات غير الحاسمة، كما حصل عام 607هـ / شباط ـ آذار 1213م في معركة جبل يي ـ هو الواقع بين بكين وكالجان وتحين جنكيز خان الفرصة السانحة، في ربيع الأول 608هـ / 1212م عندما ثار أحد أمراء الخطاي الخاضعين لسيادة كين، وأعلن تأييده للفاتح المغولي، فأسرع الأخير إلى دعم الأمير الثائر وأرسل أحد أعوانه القائد "جيبي" إلى إقليم لياو ـ يانج جنوب منشوريا، لكن القوة المغولية انهزمت أمام أسوار مدينة لياو ـ يانج، فتراجع جيبي إلى منطقة مجاورة ليعيد تنظيم قواته، ثم باغت المدينة واحتلها وأعلن يي ـ لو ـ ليو ملكاً على شعب الخطاي تحت السيادة المغولية . وفي عام 610هـ/1123م، توجه جنكيز خان إلى الصين للمرة الثانية وكان هدفه السيطرة على طريق كالجان ـ بكين الإستراتيجي، فاستولى على هسوان ـ هوا، وهي أول مدينة حصينة على هذا الطريق وسقطت بيده، تباعاً، باور ـ آن، وهواي ـ لاي، ثم اجتاز ممر تشو ـ يونج ـ كوان"نان ـ كو" المظلم، جنوب غربي هواي ـ لاي، الذي تتحكم فيه حصون منيعة تسيطر على المنطقة التي ينحدر منها السور العظيم نحو بكين، ثم وصل جنكيز خان إلى مدخل سهل شرقي الصين الكبير الممتد من بكين إلى نان ـ كنج، فسيطر بذلك على الطريق المؤدية إلى الأراضي الصينية وفي المنطقة الشمالية الشرقية استولى على قلعة كويبي ـ كو التي تتحكم بالممر الرئيسي ما بين جيهول "شانغ ـ تي" وبكين في الشمال الغربي للبلاد، استولت قواته على تا ـ تونغ المعقل الهام الذي يقع بين خطي سور الصين، ويسيطر عل إقليم شان ـ سي انتهز جنكيز خان حالة الفوضى الناتجة عن قيام أحد الأمراء بقتل ملك الذهب وي ـ شاو، في ربيع الآخر 610هـ/آب/أيلول 1213م، وقام بهجوم واسع على وسط مملكة كين من ثلاثة محاور.

ـ قاد بنفسه الجيش الأوسط ومعه ابنه تولوي"تولي" وزحف من السهل العظيم، سهل الصين الشرقي إلى وسط الصين، متجنبا الهجوم على بكين بعد أن وضع قوات قبالتها، ثم انعطف إلى الجنوب، فنهب المدن تباعاً، بدءاً من باو ـ تونج جنوباً حتى بكين شمالاً، ومن بكين قطع جنكيز خان مسافة جاوزت 300ميل من الشمال إلى الجنوب ولم يتوقف إلا عند وصوله إلى هو ـ باي، على النهر الأصفر حيث لم تستطع خيوله عبور النهر لغزارة مياهه وسرعة جريانه وبعد ذلك توجه جنكيز خان إلى المنطقة الجنوبية الشرقية ووصل إلى سهل شانتونج الخصيب، وأحتل مدينة تسي ـ تان ثم انتقل إلى مرتفعات تاي ـ شان وسار نحو الشرق وسيطر على مدينة لان ـ شان على الجانب الأقصى لحدود إقليم شانتونج، فسقطت بيده القلاع الصينية الواحدة تلو الأخرى ، باستثناء بعض الحصون المنيعة التي عجز عن اقتحامها، ثم رجع سور الصين العظيم، بعد ان نهب سهل الصين الشرقي .

ـ أما الجناح الأيمن من الجيش، الذي قاده جوجي وجغتاي وأوكتاي، أولاد جنكيز خان، فسار إلى القطاع الغربي من هو ـ باي عن طريق بوا ـ تنبح وشانتو، واقترب من هواي ـ كنج في مقاطعة هانون، شمال النهر الأصفر، وعبر آخر التلال المنخفضة في تاي ـ هانج وصعد بعدها إلى إقليم شان ـ سي، ثم توجه عبر حوض نهر"فن" الذي يقسم الإقليم المذكور إلى قسمين في مجراه المتجه من الشمال إلى الجنوب، وبسط سيطرته على المدن الواقعة على ضفتيه"فن" وفي جواره وهي مدن: باي ـ بانج، فن ـ تشي، وهسن ـ تشو، كما استولى على مدينة تاي ـ يوان، حاضرة إقليم شان سي، ثم رجع إلى سور الصين العظيم عن طريق تاي تشو وتاتونج.

ـ أما الجيش الثالث الذي قاده قاسار أخو جنكيز خان فسار بمحاذاة بكين متبعاً الطريق الساحلية شمالاً وأخضع المنطقة الواقعة ما بين شان ـ هاي كوان وجيهول" شانغ تي" ثم توجه للسيطرة على منشوريا العليا، في إقليم نهري نوتي وسنجاري وصولاً إلى نهر آمور وفي عام 611هـ/1214م انتهز جنكيز خان فرصة مبادرة إمبراطور الصين إلى عرض الصلح على ان يضم جنكيز خان كافة البلاد التي فتحها في الصين سواء كانت داخل سور الصين أم خارجه، فأعلن جنكيز خان موافقته على طلب الإمبراطور وما إن اجتاز القائد المغولي سور الصين، في طريق عودته إلى منغوليا، من ممر تشو ـ يونج ـ كوان، حتى عدل الإمبراطور عن فكرة الصلح وشرع في تحصين قلاعه وحصونه، ونقل عاصمة ملكه إلى مدينة كاي فونج، في جنوبي البلاد، لتكون أقرب إلى ساحة القتال تاركاً بكين في عهدة ولده، فما كان من جنكيز خان إلا ان استدار بجيوشه وعاد مسرعاً إلى الصين واشتبك مع الجيش الصيني في معركة فاصلة سقطت على أثرها بكين في أيدي المغول عام 612هـ/1215م .


يتبع


يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق