721
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء السادس
طريق أخرى عن أبي سعيد الخدريّ:
قال الإمام أحمد: حدَّثنا أبو اليمان، أنَّا شعيب، حدَّثني عبد الله ابن أبي حسين، حدَّثني شهر أنَّ أبا سعيد الخدريّ حدَّثه عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((بينا أعرابي في بعض نواحي المدينة في غنم له عدا عليه ذئب فأخذ شاة من غنمه، فأدركه الأعرابي فاستنقذها منه وهجهجه فعانده الذِّئب يمشي، ثمَّ أقعى مشتذفراً بذنبه يخاطبه فقال: أخذت رزقاً رزقنيه الله.
قال: واعجباً من ذئب مستذفر بذنبه يخاطبني !
فقال: والله إن لتترك أعجب من ذلك.
قال: وما أعجب من ذلك ؟
قال: رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في النَّخلتين بين الحرَّتين يحدِّث النَّاس عن أنباء ما قد سبق، وما يكون بعد ذلك.
قال: فنعق الأعرابي بغنمه حتى ألجأها إلى بعض المدينة، ثمَّ مشى إلى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حتى ضرب عليه بابه، فلمَّا صلَّى النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((أين الأعرابي صاحب الغنم؟))
فقام الأعرابي فقال له النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: ((حدِّث النَّاس بما سمعت، وبما رأيت)).
فحدَّث الأعرابي النَّاس بما رأى من الذِّئب وما سمع منه.
فقال النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عند ذلك: ((صدق آيات تكون قبل السَّاعة، والذي نفسي بيده لا تقوم السَّاعة حتى يخرج أحدكم من أهله فيخبره نعله أو سوطه أو عصاه بما أحدث أهله بعده)).
وهذا على شرط أهل السنن ولم يخرجوه.
وقد رواه البيهقيّ من حديث النفيلي قال: قرأت على معقل بن عبد الله بن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد فذكره.
ثمَّ رواه الحاكم وأبو سعيد بن عمرو عن الأصمّ، عن أحمد بن عبد الجبَّار، عن يونس بن بكير، عن عبد الجيد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن أبي سعيد فذكره.
ورواه الحافظ أبو نعيم من طريق عبد الرَّحمن بن يزيد بن تميم عن الزهريّ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيد فذكره. (ج/ص:6/160)
حديث أبي هريرة في ذلك:
قال الإمام أحمد: حدَّثنا عبد الرَّزاق، أنَّا معمر عن أشعث بن عبد الملك، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الرَّاعي حتى انتزعها منه.
قال: فصعد الذِّئب على تل فأقعى فاستذفر وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله عزَّ وجل انتزعته مني.
فقال الرَّجل: لله إذا رأيت كاليوم ذئباً يتكلم.
فقال الذِّئب: أعجب من هذا رجل في النَّخلات بين الحرَّتين يخبركم بما مضى، وما هو كائن بعدكم.
وكان الرجل يهودياً، فجاء إلى النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - فأسلم، وخبره فصدقه النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم ثمَّ قال رسول الله: ((إنها أمارة من أمارات بين يدي السَّاعة، قد أوشك الرَّجل أن يخرج فلا يرجع حتى تحدِّثه نعلاه وسوطه بما أحدثه أهله بعده)).
تفرَّد به أحمد، وهو على شرط السنن ولم يخرجوه، ولعلَّ شهر بن حوشب قد سمعه من أبي سعيد وأبي هريرة أيضاً، والله أعلم.
حديث أنس في ذلك:
قال أبو نعيم في (دلائل النُّبوة): ثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا علي بن الحسن بن سالم، ثنا الحسين الرفا عن عبد الملك بن عمير، عن أنس.
ح، وحدَّثنا سليمان - هو الطَّبرانيّ -، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا هشام بن يونس اللُّؤلؤيّ، ثنا حسين بن سليمان الرفا عن عبد الملك بن عمير، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في غزوة تبوك فشردت عليَّ غنمي فجاء الذِّئب فأخذ منها شاة فاشتدَّ الرعاء خلفه.
فقال: طعمة أطعمنيها الله تنزعونها مني ؟
قال: فبهت القوم.
فقال: ما تعجبون من كلام الذِّئب، وقد نزل الوحي على محمد فمن مصدّق ومكذّب.
ثمَّ قال أبو نعيم: تفرَّد به حسين بن سليمان عن عبد الملك.
قلت: الحسين بن سليمان الرفا هذا يقال له: الطلخي كوفي، أورد له ابن عدي عن عبد الملك بن عمير أحاديث ثمَّ قال: لا يتابع عليها.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق