714
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء السادس
طريق أخرى عنه:
قال الإمام أحمد: ثنا عبد الله بن نمير، ثنا عثمان بن حكيم، أخبرني عبد الرَّحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثلاثاً ما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي: لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنَّا ببعض الطَّريق مررنا بامرأة جالسة معها صبيّ لها فقالت: يا رسول الله هذا صبي أصابه بلاء وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم ما أدري كم مرة.
قال: ((ناولينيه)) فرفعته إليه فجعلته بينه وبين واسطة الرَّحل، ثمَّ فغر فاه فنفث فيه ثلاثاً وقال: ((بسم الله أنا عبد الله إخسأ عدو الله)) ثمَّ ناولها إيَّاه.
فقال: ((إلقينا في الرَّجعة في هذا المكان فأخبرينا ما فعل)).
قال: فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث.
فقال: ((ما فعل صبيك؟))
فقالت: والذي بعثك بالحقّ ما حسسنا منه شيئاً حتى السَّاعة فاجترر هذه الغنم.
قال: ((إنزل فخذ منها واحدة وردَّ البقية)).
قال: وخرجت ذات يوم إلى الجبَّانة حتى إذا برزنا قال: ((ويحك انظر هل ترى من شيء يواريني؟))
قلت: ما أرى شيئاً يواريك إلا شجرة ما أراها تواريك.
قال: ((فما بقربها؟))
قلت: شجرة مثلها، أو قريب منها.
قال: ((فاذهب إليهما فقل: إنَّ رسول الله يأمركما أن تجتمعا بإذن الله)).
قال: فاجتمعتا فبرز لحاجته، ثمَّ رجع فقال: ((اذهب إليهما فقل لهما: إنَّ رسول الله يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها)) فرجعت.
قال: وكنت معه جالساً ذات يوم إذ جاء جمل نجيب حتى صوى بجرانه بين يديه، ثمَّ ذرفت عيناه فقال: ((ويحك أنظر لمن هذا الجمل، إنَّ له لشأناً؟))
قال: فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من الأنصار فدعوته إليه.
فقال: ((ما شأن الجمل هذا؟))
فقال: وما شأنه ؟
قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السِّقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه.
قال: ((فلا تفعل هبه لي أو بعنيه))
قال: بل هو لك يا رسول الله، فوسمه بسمة الصَّدقة، ثمَّ بعث به. (ج/ص:6/154)
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق