708
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء السادس
طريق أخرى عن ابن عبَّاس:
قال الحافظ أبو القاسم الطَّبرانيّ: ثنا العبَّاس بن الفضل الأسفاطيّ، ثنا أبو عون الزياديّ، ثنا أبو عزة الدباغ عن أبي يزيد المدينيّ، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس أنَّ رجلاً من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطاً فسدَّ عليهما الباب، ثمَّ جاء إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فأراد أن يدعو له، والنَّبيّ قاعد معه نفر من الأنصار.
فقال: يا نبيَّ الله إني جئت في حاجة فإنَّ فحلين لي اغتلما، وإني أدخلتهما حائطاً وسددت عليهما الباب، فأحبّ أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي.
فقال لأصحابه: ((قوموا معنا)) فذهب حتى أتى الباب فقال: ((افتح)) فأشفق الرَّجل على النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم.
فقال: إفتح ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريباً من الباب فلمَّا رأى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم سجد له.
فقال رسول الله: ((إئت بشيء أشدّ رأسه وأمكنك منه)) فجاء بخطام فشدَّ رأسه وأمكنه منه، ثمَّ مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر فلمَّا رآه وقع له ساجداً.
فقال للرَّجل: ((إئتني بشيء أشدّ رأسه)) فشدَّ رأسه وأمكنه منه.
فقال: ((إذهب فإنهما لا يعصيانك)).
فلمَّا رأى أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم ذلك قالوا: يا رسول الله هذان فحلان سجدا لك أفلا نسجد لك ؟
قال: ((لا آمر أحداً أن يسجد لأحد، ولو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها)).
وهذا إسناد غريب، ومتن غريب. (ج/ص:6/151)
ورواه الفقيه أبو محمد عبد الله بن حامد في كتابه (دلائل النبوة) عن أحمد بن حمدان السحريّ، عن عمر بن محمد بن بجير البحتريّ، عن بشر بن آدم، عن محمد بن عون أبي عون الزياديّ به.
وقد رواه أيضاً من طريق مكي بن إبراهيم عن قائد أبي الورقاء، عن عبد الله ابن أبي أوفى، عن النَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم بنحو ما تقدَّم، عن ابن عبَّاس.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق